الرئيسية | أقلام حرة | لا علاقة للشريعة والخلافة بالتقدم ، وهذه شروط إزدهار الدول العربية‏

لا علاقة للشريعة والخلافة بالتقدم ، وهذه شروط إزدهار الدول العربية‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
لا علاقة للشريعة والخلافة بالتقدم ، وهذه شروط إزدهار الدول العربية‏
 

 

في هذه الأسطر سأحاول توجيه رسائل واضحة وصريحة ، لدعاة الخلافة والشريعة ومتبني الديماغوجية الوهابية القائلة أن تقدم الدول العربية يكمن في تطبيق الأحكام الإسلامية وإقامة شرع الله ، بأن تطور الأقطار العربية رهين بدمقرطة الحياة السياسية والشأن العام ومحاربة إحتكار الثروة ومقاليد الحكم.

 

اكثر من 85% من الشعب السويدي ملحدين و رغم هذا فهي مزدهرة اقتصاديا و ديموقراطيا سياسيا و مؤخراً قررت غلق السجون لانعدام الجريمة والسرقة دون تطبيق لا حد قطع اليد ولا الترهيب بعذاب جهنم، عوض الحث على العمل الجهيد في الدنيا والمعاملة الحسنة وفهم الدين فهما صحيحا بعيدا عن اي تطرف او غلو.

فالسويد لا تحتاج الى الدين لكي تصبح بلدا مزدهرا و متطور ا بينما هنا يعتقد المغيبين ان سر التقدم هو بتطبيق الشريعة المغلوطة، بحسب المنظور الوهابي السلفي الجهادي الارهابي، وتقوية الإيمان ثم تراهم يحلمون بالهجرة والعيش في السويد وسط الملحدين الكفار .

التقدم مرده تصرف الافراد ،داخل مجتمعاتهم ، بمسؤولية اخلاقية مبنية عن مبدئية الحق والواجب المكرسة لمقدسية الديمقراطية الخلاقة، بحبهم لاوطانهم.

الازدهار يتحقق عن طريق العدل المبني عن نفوس مستوية بسرائر نقية ، تسهر على حسن تدبير الشأن العام، وتكرس مجهوداتها لخلق الثروة وتوزيعها توزيعا مجاليا عادلا.

اذن الاصل في التطور والعيش الكريم هو العدل ، وفي هذا الصدد يقول الامام الغزالي في كتابه " التبر المسبوك " : والسلطان العادل من عدل بين العباد، وحذر من الجور والفساد. والسلطان الظالم شؤم لا يبقى ملكه ولا يدوم، لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الضلم ".

وفي التواريخ والحضارات السابقة ، ان المجوس ملكوا امر العالم 4000 سنة، وكانت المملكة فيهم، وانما دامت المملكة بعدلهم في الرعية، وحفضهم الامور بالسوية، وانهم ما كانوا يرون الضلم والجور في دينهم وملتهم جائزا، وعمروا بعدلهم البلاد، وأنصفوا العباد.

وقد جاء في الخبر ان الله جل ذكره أوحى الى داود عليه السلام : أن انه قومك عن سب ملوك العجم، فإنهم عمروا الدنيا وأوطنوها عبادي( نفس المرجع للإمام الغزالي )

الملك يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم ، ثم الشأن الديني مسألة خاصة جدا بين الخالق والمخلوق، ولا وصاية دينية لأي جهة على الافراد والمواطنين، وأكيد شريطة الاحترام المتبادل لمسألة الاعتقاد.

 

لكن وللأمانة الاخلاقية والمنطقية ، كم هو جميل ان نكون مسلمين حقيقيين وعادلين في نفس الان، لان الدين الاسلامي شيء عظيم ولو فهم بحق ، لما رأيت لا قتل ولا ارهاب ولاطائفية، ولرأيت العالم كل العالم يسجد لله سبحانه وتعالى في ان واحد.

عموما الدين لا يؤخر ولا يقدم الأمم ولا يزيد في تقدمها وتطورها ولا حتى ذرة رمل، ان لم يجد عقولا نيرة متفتحة تفهم جوهره كما انزل على الرسل والانبياء عليهم السلام.

خلاصة القول ، قوة أي بلد بلد يتم عن طريق حوكمة تسيير الشأن العام  وترسيخ الديمقراطية ودولة الحق والقانون بغض النظر هل هذا المجتمع سكانه مؤمنون أم لا، هل حكامه مسلمون أم لا ، ففي السياسة نقيم حصيلة الفرقاء والفاعليين السياسيين من خلال برامجهم المجتمعية ، مدى تطبيق القوانين ومحاربة الفساد ، إلى أي درجة يعيش المواطن في كرامة ومستوى عيش مقبول...

 

 

 

مجموع المشاهدات: 1333 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة