بين فاجعتي بوركون و قطار البيضاء ..ضحايا و جرحى وسط صمت حكومي..
صمت حكومي مريب عنوان جميع حلقات المسلسل الحكومي المدبلج ، فبعد فاجعة بوركون و التي لم ينبس أي مسؤول فيها ببنت شفة و كأن من استشهدوا و قضوا نحبهم تحت ركام تلك العمارات ليسوا بمغاربة، أو ربما أن هذه الفاجعة لم تقع على ارض هذا الوطن.
ليستفيق المغاربة على فاجعة أخرى من نوع أخر نادرا ما تقع أو نسمع عنها . و هنا أتحدث عن حادث اصطدام قطارين بالقرب من مدينة الدارالبيضاء مخلفا بذلك قتيلين و عشرات الجرحى ، .... و كما العادة لم نسمع أو نشاهد أي تصريح حكومي أو بيان أو بلاغ رسمي أو حتى مجرد عطسة حكومية ، تتأسف بها عن ما حدث و تتوعد بعدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا ، حتى لو كان كذبا و بهتانا من ضمن جملة الوعود الكاذبة و الفارغة و التي دمرت خلايا أدمغتنا من كثرة تكرارها على مسامعنا.
ففي أوروبا و أمريكا و الدول المتقدمة و التي تحترم الإنسان و تقدر قيمته الحقيقية و الإنسانية ، لو حدث مثل هذا الأمر هناك ، لخرج رئيس وزراء تلك الدولة على الفور و في حينه بتصريح يشرح فيه أسباب الحادث و يتوعد بمعاقبة من تسببوا بهذا الحادث المأساوي و يواسي أهالي الضحايا ، بل و في بعض الأحيان تضطر الحكومة إلى تقديم استقالتها احتراما لذاتها و كذا لجمهور المواطنين.
أما هنا و وفوق ارض هذا الوطن ، فالمواطن المغربي ليس اقل شانا من صراصير منزلية تداس بالأقدام متى شاؤا و كيفما شاؤا دونما اهتمام يذكر ، و لكن المواطن المغربي تكون له قيمة كبرى و عظمى حينما يتعلق الأمر بزيادة في الأسعار أو تسديد ضرائب متعددة الألوان و الأشكال لا نهاية لها، أو من اجل ملء صناديق فارغة ،آو من اجل إنقاذ مكاتب عقيمة تلاعبت بها أيادي تحترف فن الاختلاس ، آنذاك و فقط تظهر قيمة هذا المواطن و يتم التحدث إليه بطريقة مباشرة كلها اهتمام و احترام . و لكن فيما يخص الكوارث المآسي، فالمواطن المغربي لا يساوي قيمة جثته الهامدة تحت أكوام التراب . بل إن المسؤولين و القائمين على هذا الوطن الحبيب لا يكلفون عناء أنفسهم مواساة أهالي الضحايا أو معاقبة من سولت له نفسه التلاعب بأرواح المئات من المواطنين.
لكن، لنكن منصفين قليلا، فالحكومة ألان في حالة راحة و استجمام ، بعد حرب سنة كاملة مع العفاريت و التماسيح و الساحرات فلا يجوز تعكير صفوها بمثل هذه الأخبار التافهة و ذلك استعدادا للدخول الوزاري الجديد من اجل إهلاك و تدمير المواطن المغربي و إغراقه في بحار الغلاء و الديون اللامتناهية ، فهنيئا لك أيها الشعب بحكومتك و هنيئا لك أيتها الحكومة بشعبك : فناموا و لا تستيقظوا فما فاز إلا النوموا ـ تصبحون على وطن جميل.
عدد التعليقات (1 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟