الرئيسية | أقلام حرة | هل تحديد وزن الأمتعة لمسافري" لارام" حماية للطائرة ؟؟ أم وسيلة لابتزاز المسافرين؟؟

هل تحديد وزن الأمتعة لمسافري" لارام" حماية للطائرة ؟؟ أم وسيلة لابتزاز المسافرين؟؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل تحديد وزن الأمتعة لمسافري" لارام" حماية للطائرة ؟؟ أم وسيلة لابتزاز المسافرين؟؟
 

 

قادتني الظروف صبيحة يوم الجمعة 15غشت 2014 الى مطار محمد الخامس بالنواصر ، لتوديع إحدى قريباتي التي كانت متوجهة إلى الديار البلجيكية ، في رحلة الساعة(8) الثامنة و38 دقيقة ، بعد ما قضت عطلتها السنوية ببلدها المغرب، كغيرها من أبناء جاليتنا المتشبثين بانتمائهم الى هذا الوطن مهما كان قاسيا معهم .

وجريا على عادة أبناء جاليتنا بالخارج ، فان المغادر منهم ، لا بد وأن يتزود بأي شيء يذكره بتقاليد بلده ، وهو ببلاد المهجر تجتذبه الهويات الثقافية الغريبة المتنوعة ..  فقد تزودت  قريبتي  ببعض الحلويات المغربية التقليدية بالإضافة الى بعض الهدايا من صناعتنا التقليدية ..

 وبعد توديع قريبتي أمام المحطة /Terminale1 ومحاولتها الدخول لاجتياز المراقبة الجمركية والأمنية ، اعترضها أحد المستخدمين ،  يرتدي صدرية حمراء تحمل اسم" لارام " ، طالبا أن تخضع حقيبتها اليدوية الى الميزان ، وهو الأمر الذي استجابت له في الحال ، فطلب المستخدم من قريبتي بعد الوزن ، أن تنقص منها مقدار أربع كيلوغرامات ، احتراما للقانون الذي ينص على ألا يتعدى وزن الحقيبة الواحد المسموح باصطحابها الى  الطائرة ،  عشر كيلوغرامات فقط .

فما كان من قريبتي  إلا أن أزالت   بعضا من مقتنياتها، واستودعتني إياها ، لكن المستخدم أعاد الوزن مرة ثانية ، فطالب بضرورة إنقاص كيلوغرامين  زائدين .. وهنا تدخلت أتوسله بأن يكون متسامحا ، وخاصة مع جاليتنا في بلاد الغربة ، علما أن العديد من شركات الطيران العالمية لا تتعامل بهذه الصرامة الآلية .. لكنه أبى إلا أن يكون الوزن عشر كيلوغرامات فأقل.. فما كان إلا أن امتثلنا .. فاستودعتني قريبتي مقتنيات أخرى ، وودعتني وهي تتظاهر بعم أهمية الموضوع ، بانتزاعها  ضحكة باهتة .. للتخفيف مما استشعرته بي ،  من حنق بسبب التشبث الأعمى  بالقانون ، الذي يشهره هذا المستخدم في وجه كل من حاول أن يناقشه في أمر ؟؟

ظللت متسمرا في مكاني ، وما هي إلا ثوان حتى تقدمت مسافرة ، تحمل حقيبتين كبيرتين .. وليس واحدة ؟؟ وبعد الوزن ، طلب منها هي الأخرى ،  أن تنقص أربع كيلوغرامات ..

همست في أذنه بكلمات ، وأومأت له الى أحد مرافقيها الثلاثة .. وعلى الفور سمح لها بالمرور دون أن تنقص شيئا ؟؟ لم تسعفني نفسي على السكوت .. فتدخلت أحتج : كيف يمنع مسافر يحمل حقيبة يد واحدة ؟؟ من زيادة ولو كيلوغرام واحد؟ ويتخلى عن  نصف مقتنياته ، لدى مرافقه  ؟؟ وقد يتركها بالمطار ،  لو لم يكن معه مرافق ؟؟ .. بينما يسمح لآخر بإدخال حقيبتين اثنتين ؟؟ وبوزن زائد ؟؟ فقط لأن همسا  في الأذن ، وإيماءة الى بعض الأشخاص ..؟؟ جعلت المستخدم يتخلى عن لفظة القانون التي كان قبل ثوان ، يلوكها في فمه ، بمناسبة وغير مناسبة ؟؟

توجهت أبحث عن مسؤولي لارام ، فاستقبلت بباب المكتب الموجود بالطابق الأرضي للمطار ، من طرف إحدى الموظفات ، التي لم يكن لها أي استعداد لسماع شكايتي .. وفي محاولة منها لإقناعي ، بأن المستخدم على حق ( تساءلت : وما يدريك لعلها موظفة بالمطار ؟؟  ..)  وإذا أردت وضع شكاية فابحث عن البريد الاليكتروني ل "لارام " وحمله شكايتك ؟؟  لم يقنعني هذا الإجراء  الذي اقترحته علي الموظفة  ذات القامة القصيرة ، متهكمة . فتوجهت أبحث عن أمن المطار المجاور للمحطة 1 . وهناك استقبلني رجل أمن بزي مدني ،  فارع الطول أسمر البشرة ، بطريقة أقل ما يقال عنها أنها استفزازية ، تحاول أن تسقط الإنسان في الغلط  ، ودون أن يأبه لشكايتي ،  كما موظفة لارام تماما ، عمل على التخلص مني بنفس الطريقة غير اللبقة ، بقوله : ارفع شكاية في الموضوع  الى وكيل الملك؟؟

 

 مواطن لاحظ سلوكا شائنا ، قد يأخذه بعض السواح الأجانب ، مثالا يسيئون به لسمعة البلد ..وعوض أن يُشكر هذا المواطن على فعله،  يتم التعامل معه بهذا الاستخفاف من طرف موظفة الخطوط الجوية الملكية ؟؟  والاستفزاز والاستبلاد ، من طرف رجل الأمن "للي عاجباه فورمتو  ؟؟" .. وبدا لي، في لحظة ما ،  أن هناك عصابة تجمع بين هذه المكونات لابتزاز المواطن .. ومن سولت له نفسه أن ينتفض .. يلاقي ما لاقيته ، من استخفاف واستفزاز ؟؟

 كما ثار سؤال في الذهن : هل تحديد الوزن في طائرات لارام .. مسألة تتعلق بأمن الطائرة ؟؟ أم وسيلة لابتزاز المسافرين ؟؟ و"للي دوا يرعف" ؟؟

لم أستسغ هذا التعامل اللامواطن مع المواطنين ، الذي كنت وقريبتي ضحية له ، لكني لم أستسلم له ، بل توجهت مباشرة الى مكتب مدير المطار ، الذي لم يكن قد التحق بمكتبه بعد ، الأمر الذي جعلني أتوجه الى ضابط الديمومة ، حيث وجدت سلوكا آخر قوامه الإنصات والاحترام ، والتعهد بالقيام بما يفرضه الواجب ، مع أني كنت أهدف من وراء  طرقي كل هذه الأبواب ،  الى أن تتم محاصرة السلوك/الظاهرة ، بما يحمي بوابة بلدنا من المتربصين بسمعتنا ، وليس الى  القصاص من شخص بعينه ..     

مجموع المشاهدات: 1007 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة