الرئيسية | أقلام حرة | عندما يهان الظهير الملكي

عندما يهان الظهير الملكي

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عندما يهان الظهير الملكي
 

 

 

السلطان طبيب و الراعي مضرور ولا وزير يبلغ الخبار ،  مقطع من الأغنية الغيوانية الشهيرة النحلة شامة و التي تمثل جزء لا يتجزأ من الواقع المرير الذي يعيشه وطننا الحبيب الذي يطبل للحداثة و القانون و الديمقراطية وحقوق الإنسان ، الحقوق التي لم يشاهدها أبناء جماعة سكورة إقليم بولمان سوى على أبواب الكليات .

ضاع حق وراء المطالب ، حقيقة يتجرع مرارتها سكان سكورة إقليم بولمان أبناء عساكر أيت سغروشن وتأتي تفاصيل النازلة إلى ما بعد ثورة الملك و الشعب وعودة الملك من المنفى ، حيث تكرم المغفور له  الملك الراحل محمد الخامس ، على العساكر الأمازيغ من سلالة الشرفاء الأدارسة السغروشنين العمرانيين المنحدرين من منطقة سكورة التابعة ترابيا لإقليم بولمان ، وقدم إليهم أراضي فلاحية عرفانا بجميل التضحية التي قادتها المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي ، وذلك بموجب الظهير الملكي الصادر سنة 1953 والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 2015 بتاريخ 26 يناير 1953.

الأراضي الفلاحية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 1400 هكتار ، والتي أمر السلطان من خلال الفصل الأول من الظهير السلطات المحلية بفصلها عن  الملك الغابوي و تقديمها لعساكر أيت سغروشن ،  القطع الأرضية التي عملت السلطات المعنية على توزيعها بعقود مفبركة تحمل عبارة " ديالك ماشي ديالك " ، قبل أن تعود إلى سحبها منهم وبقوا  إلى اليوم مقيمين في الأراضي ويستغلونها بدون موجب حق .

وبعد تعنت السلطات المعنية في الإصغاء لمطالب ذوي الحقوق ، تقدموا بدعوة قضائية نص الحكم الابتدائي فيها على إفراغ المغتصبين من الأراضي ، القرار الابتدائي يؤيده الحكم الإستئنافي ، و أيده أيضا الحكم الأخير الذي قضت به محكمة النقض الصادر ب 11 يونيو 2013 ، ولو عرضت على المحكمة الدولية لأيدته أيضا .

الكل يتهرب من هذا الملف الشائك، و الكل يبعد يده عنه، و هاهو الحكم النهائي أصدر منذ سنة مضت، ينتظر المطالبون بالحق المدني بالتنفيذ فمن سيعمل على تنفيذ القرار ؟؟ ، هكذا تقول المصادر .

فبعد سياسة الآذان الصماء ، توجهت مجموعة من أبناء قدماء العساكر إلى الرباط العاصمة، ليخوضوا اعتصاما مفتوحا، ترصدتهم عدسات الإدارة الترابية و مصالح الأمن ، والمحتجون يرفعون أصواتهم بالإعتصامات مناجين الملك، وبعد فشل المحاولة عاودوا الكرة ، وهذه المرة بالتوجه إلى ضريح محمد الخامس بالرباط ، نفس السيناريو و نفس الفيلم ، قوبلوا من خلاله بالطرد إلى خارج الضريح مع وعود بتبليغ رسالتهم إلى الملك .

تدخل جمعية قدماء عساكر أيت سغروشن الممثل القانوني للمطالبين بالحق المدني ، في اعتصام مفتوح بالأراضي الفلاحية موضوع النزاع إلى حين الاستجابة لمطالبهم التي قوبلت بسياسة الآذان الصماء و الأعين العمياء ، والحقوق تضيع  في بلد الحق و القانون ، الاعتصام الذي حركت له السلطات المحلية أسطولا من العربات المحملة برجال القوات المساعدة و الدرك الملكي .

استطاعت السلطات تطويق الاعتصام بجدار بشري، يبلغ عدد أفراده ما يقارب 400 عنصر، في ظرف وجيز لا يتعدى 12 ساعة، ولم تستطع تحرير أراضي ذوي الحقوق من مغتصبيها منذ ما يقارب 61 سنة.

وذكرت مصادر موثوقة أن المحتجين تعرضوا ، لهجوم شنيع من القبيلة المغتصبة للأراضي و التي تدعى محليا بآيت سعيد ، أصيب على إثرها المحتجون بإصابات نقلت الحالات الخطيرة منها إلى مستشفى مدينة فاس .

أمر مريب و عجيب ، يضع في أذهان القارئ الكريم وكذلك المطالبين بالحق المدني تساؤلات عديدة ، ما السر وراء هذا التماطل في تنفيذ قرار محكمة النقض التي تعتبر أعلى مؤسسة قضائية بالبلاد ؟ ألم يعد للظهير الملكي قيمة ؟؟ ما نفع الأحكام الصادرة من مختلف المحاكم الوطنية إذا لم يكن هناك تنفيذ فعلي ؟؟ 

 

جمعية قدماء عساكر تطالب بتدخل أمير المؤمنين الملك محمد السادس، وتدخل وزير العدل مصطفى الرميد وكل الأطراف المعنية لجبر الضرر و رفع الحيف الذي طالهم ل 61 سنة خلت.  

مجموع المشاهدات: 1656 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | mohammad
سبحان الله استمرأتم ممارسة لعبة الضحية زورا وبهتانا حتى نسيتم أنكم كاذبون ومزوون فأصبحتم تدافعون عن الباطل وكأنه حق، ونسيتم أن الحق سيضل حقا والباطل باطلا ولو مرت61 قرنا وليس فقط61 سنة... أمَا سألم أنفسكم، ملك من كانت هذه الأراضي قبل أن يصادها المستعمر الذي تركها بعد رحيله؟ وبأي حق تُعطى لأناس لاعلاقة لهم بها؟ وهل الظهير الشريف فوق الحق والباطل؟ وهل أُعطي كل من قاوم الإستعمار في كل ربوع الوطن نصف ماأُعطي هؤلاء؟ اسألوا مثلا عن قبائل السماعلة وبني خيران (من أشرس من قاوم المستعمر حبا في الوطن لا طمعا في المكافأت) اطلعوا على مدنهم وقراهم المهمشة المنبوذة -واد زم ونواحيها فقط كمثال- اسألوا عن قدماء محاربيهم وعن ذويهم وعن عموم المواطنين في مناطقهم. اطلعوا أي أحوال هي أحوالهم وهم الذين تعوم قبائلهم فوق بحرِ واحد من أبرز وأهم روافد الدخل الوطني العام: الفوسفاط الذي تنالهم منه لعنة نزع الملكيات بحجة سمو المصلحة العامة على الخاصة ولعنة تلوث الهواء والمياه، في الوقت الذي تذهب إلى آخرين خيراته الوفيرة.
مقبول مرفوض
2
2014/09/04 - 08:11
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة