الرئيسية | أقلام حرة | ونِعْمَ التكريم يا سعادة المديرة

ونِعْمَ التكريم يا سعادة المديرة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ونِعْمَ التكريم يا سعادة المديرة
 

 

كما لا يخفى على أحد من المتتبعين للشأن المحلي عامة والفني بشكل خاص، فقد عملت وزارة الثقافة ممثلة في المديرة الجهوية لجهة الشاوية ورديغة على تنظيم حفل تكريم في المستوى المطلوب لفائدة أحد رموز الفن والتراث بخريبكة، وذلك بمناسبة تنظيم الدورة 14 للمهرجان الوطني لعبيدات الرمى.

وتحقيقا لأهداف المهرجان والمتمثلة في " إحياء فن عبيدات الرما والحفاظ عليه وحمايته وصيانته، والعناية بالشيوخ والاهتمام بالجمعيات والفرق الممارسة في هذا المجال وتشجيعها وتحفيزها ماديا ومعنويا من أجل الإنتاج والعطاء المستمر، وإتاحة الفرصة للمهتمين بهذا الفن من أجل توثيق وتدوين وتسجيل المعاني والأصوات العتيقة والعريقة لهذا الفن، والتعريف بعبيدات الرما وطنيا ودوليا وتقريب هذا الفن من الجمهور وتحبيبه للأجيال الصاعدة قصد الانخراط في عملية الحفاظ عليه وصيانته..."، فقد أبت المديرة الجهوية إلا أن تُفَعل بشكل ملموس هذه الأهداف وتجسدها على أرض الواقع الفني، من خلال تكريم قيدوم عبيدات الرمى بخريبكة ومؤرخ أنطولوجيا هذا الفن بالإقليم بمتابعة قضائية، وتتويجه بحفل مَحكمي بهيج، وإسعاده برفع دعوى أمام وكيل الملك، وذلك بعد أن حرمته من المشاركة في المهرجان الوطني لعبيدات الرمى لأسباب لا تعلمها إلا هي ومن يحيط بها من الموظفين المقربين.

القيدوم والمؤرخ والمقدم الشرقي لعكوطي، ورئيس جمعية الصيادة لفن عبيدات الرمى الذي أصبح اسمه على كل لسان مناهض للظلم ومدافع عن الفن ورافض لكل أشكال الإقصاء والعشوائية، كان يمني النفس في تكريم يليق بمجهوداته وفي مستوى تمثيله للتراث المغربي داخل وخارج الوطن، فوجد نفسه تزامنا مع المهرجان الذي دأب على المشاركة فيه متابعا في قضية "السب والشتم والقذف وإهانة موظف أثناء مزاولته لمهامه"، ولم يكن هذا الموظف المهان إلا المديرة الجهوية للثقافة التي عُهد إليها تنمية المنطقة ثقافيا والاهتمام بالطاقات الشابة وغيرها.

رئيس جمعية الصيادة لعبيدات الرمى في تصريحه لخريبكة ميديا " تصيد " عندما ذهب إلى مكتب المديرة بمفرده للاستفسار عن سبب حرمانه من المشاركة في الدورة 14 للمهرجان الوطني لعبيدات الرمى، حيث وجد نفسه في لحظة من اللحظات أمام مديرة تعشق التحدي ولا يلين لها جانب حتى لو ذُكر في حضرتها اسم ممثل صاحب الجلالة للاحتكام أمامه باعتباره أسمى سلطة في الإقليم، ولم تجد حرجا في تحوير لغة الاستفسار المهني الإداري إلى لغة التصعيد، وتغيير لغة الفن والثقافة والمسؤولية إلى لغة الخشب والعصا ولم لا "عكاشة"، مستعينة بشهادة الموظفين الذين يعملون تحت إمرتها.

المعني بهذا الموضوع الذي أحس بالحيف والظلم نتيجة حرمانه من المشاركة في المهرجان، وإغلاق باب الحوار من طرف المسؤولة الأولى والأخيرة على هذه التظاهرة، سجل شريطا مع جريدة خريبكة ميديا من عشرات الدقائق، كشف فيها عن أمور كارثية ومثيرة، ومواضيع أخرى مهمة وخطيرة، فكان الشريط مدادا سائلا ومناسبا لكتابة مقالات عديدة وأسطر مديدة وتغطيات صحفية جديدة حول الموضوع، حتى اندلعت نيران المتابعات القانونية والتحقيقات البوليسية والجلسات القضائية تجاوز دخانها البحر الأبيض المتوسط، وحرك تعاطف البعيد والقريب، واستنكار الفنانين والإداريين والسياسيين ومن معهم من عدو أو حبيب.

ومن هذا المنطلق، فقد صدق من قال " الفقيه لي نتسناو براكتو..."، ولابد من الإشارة إلى أن المسؤول عن إحياء فن عبيدات الرما والحفاظ عليه وحمايته وصيانته لا يقصي الفرق العريقة من المشاركة في هذا العرس الفني، والمسؤول عن العناية بالشيوخ والاهتمام بالجمعيات والفرق الممارسة في هذا المجال وتشجيعها وتحفيزها ماديا ومعنويا من أجل الإنتاج والعطاء المستمر لا يفتح الباب على مصراعيه لفرق حديثة العهد بحمل الطعريجة ويغلق الأبواب والنوافذ لمن كان لهم الفضل في إحياء هذا التراث بالإقليم، والمسؤول عن إتاحة الفرصة للمهتمين بهذا الفن من أجل توثيق وتدوين وتسجيل المعاني والأصوات العتيقة والعريقة لا يساهم في الزج بالمؤرخين في غياهب السجون، والمسؤول عن التعريف بعبيدات الرما وطنيا ودوليا وتقريب هذا الفن من الجمهور وتحبيبه للأجيال الصاعدة قصد الانخراط في عملية الحفاظ عليه وصيانته لا يعادي فنانا ولا يجرجره في المحاكم.

 

في انتظار ما ستؤول إليه قضية المتابعة بتهمة غليظة، نتمنى أن لا تطول القضية بين طرفين يُعتبر كل واحد منهما مكملا للآخر، فمهما توترت العلاقات وتشابكت يبقى حبل الثقافة والفن وثيقا بين الفنان وإدارته، وما يسال لحدود الساعة من مداد المقالات والمحاضر والأبحاث حبذا لو تم توظيفه في الإشادة بدور المندوبيتين الإقليمية والجهوية في تحقيق الأهداف التربوية والفنية محليا وإقليميا وجهويا، وعوض انقسام الفرق التراثية ومعهم الوسط الفني إلى مؤيد ومعارض حبذا لو اجتمع الكل على كلمة الوحدة الموسيقية والالتحام الثقافي والتضامن الاحتفالي في إطار مهرجان يهدف أولا وأخيرا إلى إبراز مؤهلات الشباب الواعد عوض إبراز خصر الشيخات ومؤهلاتهن في الهز والرقص، والحركات المثيرة للشفقة قبل أن تكون مثيرة للشهوة، ولنا عودة مفصلة لمجريات الدورة 14 للمهرجان الوطني لعبيدات الرمى حتى تتضح للجميع صورته الحقيقية وكواليسه.

مجموع المشاهدات: 1786 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة