الرئيسية | أقلام حرة | حرب على الارهاب أم حرب على السراب ؟

حرب على الارهاب أم حرب على السراب ؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حرب على الارهاب أم حرب على السراب ؟
 

 

«لا تحارب البعوض لكن تخلص من المستنقعات » حكمة تلخص الحل الأمثل للتخلص جذريا من حشرات البعوض كون المستنقعات هي موطنها ومصدر انتشارها الأساسي،طبعا ليس موضوعنا هو البعوض لكن ما يسمى بالإرهاب،هذا المصطلح أو المفهوم الذي خلق الكثير من الجدل وسبب فتك ألاف الأرواح عبر العالم ولازال إلى يومنا هذا،فماذا يكون الإرهاب؟ و من خلقه ؟

الإرهاب من فعل أرهب أي زرع الخوف و الرعب عبر سبل شتى،وصاحب الفعل يسمى إرهابيا يستهدف من أفعاله تخويف الأخر و الانتقام منه لأنه في نظره المسؤول عن معاناته،فمعظم الدراسات التي تمت حول الإرهابيين أظهرت أنهم ينتمون إلى الفئات المقهورة من الشعب،الفئة التي تعاني أقصى درجات البؤس والحرمان،الفئة التي أقصاها المجتمع ولم يكترث لها،فأضحت حياتهم بالنسبة لهم لا قيمة لها،وما يزيد الطين بله هو التجاهل الممنهج من طرف المسؤولين وإن كنا نرى بأعيننا مدى اتساع رقعة الفقر و التهميش.فضريبة السطو على الميزانيات المخصصة للتنمية البشرية والمجالية لا تدفعها الدولة فقط،بل الأمة مجتمعة فتشرع تلتقي وتتحاور من أجل محاربة الإرهاب،من أجل محاربة عدو غير مرئي،تخصص له صفقات تسلح بالملايير لا تحصد سوى أرواح الأبرياء،وتظل العلة عينيها تتفاقم مع الوقت مؤثرة بشكل مباشر على حركية قطاعات حيوية كالسياحة...فتزداد الخسائر طولا وعرضا،مع أن السبيل الأجدر والأقل كلفة هو الالتفات نحو المحروم والمنكوب والنائي وإلى كل من يشكل جشطلت الفقر،عبر تعبيد المسالك وفتحها أمامه،توفير الخدمات الصحية المتكاملة أو تقريبها كفاية كي يعالج وحتى تجد الحوامل مكانا محترما للولادة حفاظا عليها و على مولودها،توسيع العرض التربوي بغرض صقل المواهب وتيسير الاندماج المجتمع،دعم مشاريع التنمية قصد ضمان مدخول قار يغني عن التسول وتعلم اللصوصية،إزاحة العقبات البيروقراطية أمام كل من يرغب في الاستثمار في تلك المناطق المنسية وضرورة تحفيزه بغرض استقطاب اكبر عدد من السكان النشيطين،تخصيص منح دراسية تفضيلية للطلبة والمتمدرسين من أجل متابعة دراستهم ومساعدتهم في ولوج سوق الشغل،توفير مركبات ترفيهية وتربوية تحفز على العطاء الايجابي والمساهمة في بناء شخصية المواطن المعتدلة بعيدا عن التطرف والانحرافات...

هي مسألة إنقاذ وتصحيح لمسار التنمية لا أكثر فمهما كانت تكلفة هذه العملية ستكون لها فوائد و ستجني الأمة كاملة ثمارها،ولن تجد بعدها مواطنا حاقدا لا على نفسه ولا على غيره،فيبقى الاختيار بين الالتفات إلى هؤلاء المنسيين والمهمشين أو الاستمرار في ملاحقة سراب في بيداء لا نهاية لها.

 

 

 

مجموع المشاهدات: 1628 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 |
لا اوافقك الراي الارهاب مجاش من طرف المقهورين كما ذكرت الارهاب في نظري جاي من طرف الاغنياء و الاثرياء الحاقودين على وجود ناس لا يستحقون العيش معهم في دائرة واحدة و المسؤولين لي خايفين على مصالحهم و ممتلكاتهم .هم الذين يخلقون الارهاب في كل شيء
مقبول مرفوض
0
2014/09/17 - 08:28
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة