الرئيسية | أقلام حرة | كيف نستوعب الدرس الاسكتلندي‏

كيف نستوعب الدرس الاسكتلندي‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كيف نستوعب الدرس الاسكتلندي‏
 
المملكة المتحدة ومعها اوروبا تنفست الصعداء، لقد حملت نتائج الاستفتاء في اسكتلاندا حول امكانية الانفصال عن عرش المملكة البريطانية بشرى لأنصار الوحدة بتقدمهم ولو الطفيف على المناصرين لفك الارتباط معها. هذا الحدث هو في غاية الأهمية بمكان، فخيار استمرار الوحدة التي عمرتلمدة أكثر من ثلاث مائة سنة بين اسكتلندا ذات الخمسة ملايين نسمة، داخل أحضان المملكة المتحدة يحمل عدة إشارات، حيث أنقذابريطانيا من سوس الانقسام، الذي كان سيزيد من متاعب تلاشي قوتها وتأثيرها على العالم، ويودي بها إلى خسران 10% من أراضيها، وهي التي مازالت تعيش على أمجاد تاريخ امبراطوريتها التي كانت لا تغيب عنها الشمس. من جهة أخرى، خيار الوحدة يدعم سياسة الاتحاد الأوروبي في سعيه لسد الباب على محاولات الانفصال التي تعبر عنها مناطق عدة من داخل اوروبا، ابرزها مناطق كاطالونيا بإسبانيا، الفلامان ببلجيكا، وكذا نفس الأمر بإيطاليا وفرنسا. كما أنها تجربة فريدة من نوعها، يمكن قراءتها على مستويات امتداداتها، حيث كسرت قاعدة أن المطالبة بالانفصال غالبا ما تؤول لأنصار الاستقلال عن الدولة الأم، وهي بذلك تحيلنا على التأمل الفاحص عن الأسباب الكامنة وراء تشبث جزء كبير من الشعب الأسكتلندي بخيار الوحدة، إذ نزعم مكمن ذلك، إلى القوة الاقتصادية الكبيرة للملكة المتحدة، مرورا بالروابط التاريخية والثقافية واللغوية القوية التي تربط بين الشعبين، وصولا إلى رسوخ التقاليد الديمقراطية من ضمان للحريات واحترام مبادئ حقوق الإنسان، حيث يحس المواطن البريطاني بنوع من الكرامة وفخر الانتماء لدولته، حتى أن سكان صخرة جبل طارق المحاذية لإسبانيا، رفضوا رفضا باتا امكانية الانضمام إلى اسبانيا التي تطالب بها، مفضلين البقاء تحت لواء المملكة المتحدة. هذا المعطى، يجب أن يستغله المغرب أحسن استغلال، لمواجهة المد الانفصالي بالصحراء المغربية، وتسليط الضوء على هذا الحدث من جانب الخيار الديمقراطي الذي اختارته المملكة المغربية، وكذا تبنيها لمبادئ حقوق الانسان كما سنها المنتظم الدولي بشكل يضمن سيادتها، والعمل أكثر على خيارات التنمية حتى يشعر الانسان باحترام الكرامة وفخر الانتماء، وكشف عيوب الارتماء في غياهب التشرذم كما وقع لجنوب السودان التي انفصلت، على الرغم من كونها لا تتوفر على مقومات دولة، الشيء الذي جعلها تعاني الآن من ويلات الحروب والصراعات الاثنية والعرقية. من المفيد جدا، أن يستوعب المغرب هذه الرسالة، حيث أن بعبع الاستفتاء الذي تشهره جبهة البوليساريو، يمكن أن يكون وبالا عليها وليس سلاحا في يدها، شريطة استمرار المغرب في بناء ديمقراطيته وتحسين ظروف عيش سكانه.
مجموع المشاهدات: 2286 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة