الرئيسية | أقلام حرة | متابعة الدراسة الجامعية: تمخض الجبل فَوَلَدَ فأرا‏

متابعة الدراسة الجامعية: تمخض الجبل فَوَلَدَ فأرا‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
متابعة الدراسة الجامعية: تمخض الجبل فَوَلَدَ فأرا‏
 

 

"أنا لا أخشى على الإنسان الذى يفكّر وإن ضلّ، لأنّه سيعود إلى الحق، ولكني أخشى على الإنسان الذي لا يفكّر وإن اهتدى، لأنّه سيكون كالقشة في مهب الريح" محمد الغزالي

 

كم يلزمنا من الوقت كي نفهم استعارات القاص الاسباني خوان خوسيه أريولا؟ وكم يلزمنا من الوقت كي نحافظ على ذاكرتنا ونعذر اللذين  يلتزمون الحياد السلبي في المعارك الحاسمة، ولا يكشفون عن موقفهم الحقيقي..؟

 هم نسخة طبق الأصل لمن يودون أن يبقوا أصدقاء الجميع والبقاء في الباحة الرمادية، ينتظرون إعلان انتصار طرف أو مسألة ما، فيناصرون ويعانقون ويقولون: "نحن قتلنا الثعبان" ألم أكن معكم؟

مثل هذه الطينة من البشر –وإن كانت حاضرة في مختلف تجليات المعيش الاجتماعي: خصومات الأحياء والعمل والخلافات العائلية- هي الأكثر فتكا بالعمل التنظيمي لأنها كثيرة الانتشار والتوسع فيه، تدعمها الإدارة بآلياتها الخاصة؛ أشباه مواقف تتذرع بمفاهيم نظرية كبرى وعناوين وأسماء من أجل أن تتبوأ مكانها في الإطار الذي تود الخلود والتفريخ فيه.

إن الحقائق تبدو كالشمس بالنسبة لأصحاب المواقف الواضحة في بعض المحطات الحاسمة. الحمد لله أنه لا يطلب من أحد اليوم ذكر محمد صلى الله عليه وسلم بسوء في بطحاء مكة، أو ذكر يعوق ويغوث ونسرا بخير. كل ما في الأمر، تقديم وجهة نظر صادقة في أمر دنيوي وتربوي له أثر على البلاد والعباد.

وإني لأحسب، أن الذين سكتوا ويسكتون وسيسكتون عن مسألة تراخيص متابعة الدراسة وغيرها من القضايا، ستتحرك أقلامهم "الناسخة واللاصقة" فيما سيأتي من الأيام. ستستيقظ ضمائرهم للمواكبة والتطبيل والتزمير لنصف "نصر" مزعوم كلف من كلف من خسارة معنوية، ورفع صبيب الحقد عند شريحة من نساء ورجال التعليم جدد راغبين في متابعة الدراسة. .

سهلة هي المقدمات الجميلة والغاوية والجاهزة حول أهمية التعليم ودوره في بناء المجتمعات، كما ان واستدراج مسكوكات لفظية من حقل السياسة إلى النقابة، أو من حقل الزراعة والدواجن إلى مجال التربية إعمالا بنكتة "والنمل نوعان" أمر سهل لمن تعود السامرية؛ وأكثر سهولة، لأصدقاء أمس -ولازالوا- تعودوا بعيون مِيدُوزِيَة تحجير كل النوايا الحسنة الكفيلة  بصون الحق، والحد المعقول من كرامة  وقدسية التربية والتعليم.

بعيدا عن أي مزايدة، ابتلينا بمن لا حاجة له إلى التدافع أو النضال من أجل مصلحة التعليم، ما يهمه هو المصلحة الخاصة مع من كانت، كمن يقول "كان أبي شفار ولكن معيشينا أحسن عيشة، وَكانت أمي راقصة ولكن  معَيْشَانَا أحسن عيشة"

ابتلينا بقوم يخافون الخوض حتى في مسألة تراخيص حسم في نصف أمرها بعد خراب مالطا. وابتلينا ببعض خصوم رأسمالهم الوحيد قلب الطاولة ونفخ الأوداج، وابتلينا ببعض من يريدون جر الناس إلى معارك جانبية قصد الإلهاء.

وابتلينا بعقلية لا تؤمن بمظلوميتها، وغير قادرة على النضال من أجل رمزيتها: عقلية معظم الصالح منها يؤجل معاركه إلى الآخرة، و عقليات فرعونية قادرة على الدفاع عن باطلها-حقها

هل حلت المسألة؟

ستتعد القراءات والتحليلات و"سلامات تعظيم" لناس التربية والتعليم ولبعض السياسيين ممن انخرطوا في القضية بعد جني الزيتون..غدا يسارع المفرج عنهم إلى الجامعات لتدارك التسجيل ولنسخ  المقررات، وينسون من ساندهم من أفراد وهيآت في هذه المسألة، وربما طفا إلى السطح غدا من كان ضد متابعة الدراسة، ليسترق المولود النضالي وينسبه إلى فراشه..

هناك اليوم والآن من شهبندرات الأزمات، وهذا بعض من حقيقة مشهدنا الثقافي والسياسي والنقابي والجمعوي، من يسترق السمع من داخل دوائر القرار التربوي ليؤثث له الإخراج المناسب الخادم له ولعشيرته التنظيمية.

هناك اليوم من يغرقك بصور فنانين ونكت مرئية ومواقف تعليمية "مضحكة-مبكية" وأوضاع إنسانية معينة وطرائف سياسية إلخ.. ب"الجيمات" و"البارطجات"، لكن عندما يتعلق الأمر ب"تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم" وتطلب تفاعلا ونقدا في مسألة تهم الجميع، ولوك الأدبار وتركوك في المواقع والفايسبوك جالسا تفكر في الكفر بما يقع في واقعنا..لكن هيهات هيهات.

هناك اليوم، من يحكم على المقالات من عناوينها، وهناك من يقتنص ما تشابه من الكلام والكلم، وهناك يحكم على الأفكار من صورة صاحبها، وهناك من يخش في الفايسبوك تقاسم بعض المقالات التي لا تدعي امتلاكها للحقيقة الأرسطية.. خشية إملاق تنظيمي أو إقليمي أو ايديلوجي: هي "الجيمات" الفاضحة والكاشفة والمنافقة أحيانا..

 

 

مجموع المشاهدات: 896 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة