الرئيسية | أقلام حرة | جرأة الملك

جرأة الملك

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
جرأة الملك
 

 

أكثر ما أثار انتباهي في الخطاب الملكي الأخير من تحت قبة البرلمان هو قوله "إننا نعرف من نكون و إلى أين نسير"

تحدث الملك بنبرة الواثق من نفسه ،وأنه يسير فوق الطريق الصحيح مرسلا رسائلا غير مباشرة لجهات كثيرة .ومن بين من قصدهم الملك بكلامه أعلاه ،المسئولين الحزبيين وباقي السياسيين والإداريين بالمغرب..إنه وجب على الكل أن يتحمل مسؤوليته من منطلق تخصصه !! أحسست من خلال كلمات الملك أنه يرد على نبيل بن عبدالله الذي قال "نحن حكومة صاحب الجلالة" و أيضا على لشكر الذي أجاب بن  عبدالله "ونحن معارضة صاحب الجلالة" وكأن الملك يتبرأ منهما معا و يلزمهما بتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهما (الحكومة والمعارضة)،إنه طلبا منهما ضمنا ألا يربطا فشلهما بجلالته..

خطاب الملك الأخير هو تنزيل للدستور بحذافيره ،فكل ما جاء في الخطاب هو رسائل مشفرة من الملك لمن يهمه الأمر بضرورة العمل وق ما جاء في الدستور و ألا يبرر أحد أخطاءه بمصلحة القصر و استقرار الملكية..

ما أثار انتباهي أيضا في الخطاب حديثه عن كون بعض السياسيين إذا خسروا الانتخابات فإنهم يدعون أنها انتخابات مزورة ،وإذا انتصروا فإنهم يطبلون ويزمرون لنزاهتها! وكأن الملك هنا يريد أن يقول لهؤلاء السياسيين "كونوا رجال وباركا من التبرهيش!!"  هذه النقطة في الخطاب أشفت غليلي وغليل باقي الشعب، أحسست أن الملك بجد يفهمنا و أنه يوجد على مسافة قريبة منا وليس ببعيد كما كنا نعتقد، فهو يستطيع أن يتكلم و يفهم لغتنا..

رسالة الملك هاته لم تكن موجهة للمرشحين في الانتخابات التشريعية والجماعية فقط ،بل حتى لمرشحي الانتخابات الحزبية خلال المؤتمرات..لا أدري وأن أسمع كلمات الملك لماذا استحضرت الزايدي المنهزم و لشكر المنتصر بالمؤتمر الوطني الأخير لحزب الوردة..!

تغيرت لهجة الخطابات الملكية إذن ،وأصبح يسمي الأشياء بمسمياتها بعيدا عن لغة الرموز ما يؤكد أن الملك تفاعل بطريقة عملية مع المتغيرات التي تعرفها المنطقة،فهو نفسه لا يِؤمن بأسطورة الاستثناء المغربي الذي تطبل له الحكومة والمعارضة معا. أكيد هناك استثناء مغربي كوننا دولة دون أقليات دينية ،يوحدنا الدين الإسلامي المعتدل تحت قبة إمارة المؤمنين..ولكن اقتصاديا و اجتماعيا فنحن أسوأ من مصر ،تونس ،ليبيا العراق،اليمن..وغيرها من الدول التي تحول ربيعها إلى شتاء جارف..

إذا كان الملك أبان عن جرأة لم نعهدها في خطاباته فعلى الحكومة والإداريين أن يلتزموا بالجرأة في الفعل و مسايرة الأحداث بما يخدم مصلحة المواطن والوطن و إلا...؟؟؟

مجموع المشاهدات: 904 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة