الرئيسية | أقلام حرة | إلى السيد الداودي حزبك ذهبت ريحه ومذكرتك ضحك على الذقون

إلى السيد الداودي حزبك ذهبت ريحه ومذكرتك ضحك على الذقون

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إلى السيد الداودي حزبك ذهبت ريحه ومذكرتك ضحك على الذقون
 

 

بعد أيام من صدور قرار منع الأساتذة من متابعة دراستهم الجامعية وبعد تضارب في الآراء حول المسؤول عن ذلك الفعل الذي أسال الكثير من المداد، عاد السيد الداودي فقرر إرسال مذكرة إلى رؤساء الجامعات  يدعوهم فيها إلى قبول تجديد تسجيل الموظفين الذين سبق لهم التسجيل خلال الموسم الماضي ، وذلك بناء على الترخيص السابق فقط.في خطوة من السيد الوزير لإعادة الاعتبار لأنصاره الذين تذمروا من ذلك المنع الذي كان قد اتخذه السيد بلمختار و طالبوا رئيس الحكومة للتدخل ودفع الضرر عنهم .

مذكرة السيد الداودي وإن كان فيها تحايل وتهرب من الترخيص لجميع من أراد متابعة دراسته ،إلا أنها أيضا  لم تأت حبا في سواد عيون الأساتذة، وإنما المذكرة جاءت لعدة اعتبارات أهمها أن المتضرر الأكبر من ذلك المنع الذي كان قد اتخذته وزارة التربية الوطنية ،هم أتباع حزب العدالة والتنمية الذين كانوا قد أعلنوها صراحة وتحركت نقابتهم التي لم تكلف نفسها  قط الدفاع  عن حقوق الشغيلة وطالبت السيد رئيس الحكومة بالتدخل لإنهاء ما يعتبرونه إجحافا في حقهم الذي يضمنه لهم الدستور ، ثاني هذه الاعتبارات أن الذي  حرك السيد الداودي وجعله يقدم على هذه الخطوة هو إحساس حزب العدالة والتنمية بأن قطاع التعليم قد خرج من بين أيديه وأنه لم تعد لديه أية سلطة عليه خاصة بعد الخلافات التي نشبت بين السيد بلمختار وإخوان بنكيران، بعد أن صرح الرجل بأن قطاع التعليم بالمغرب لا علاقة له بالأجندات السياسية للحكومة ، مما أثار غضب السيد بنكيران وإخوانه فبدأوا  يتحينون الفرص فجاء قرار المنع فأعلنوا على إثره الحرب على وزارة بلمختار وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها فجاءت مذكرة الداودي لتصب في اتجاه دعم موقف هؤلاء ولتنقذ ماء وجههم قبل فوات الآوان .

الكل يعرف جيدا أنه لم يكن للسيد للداودي أن يصدر هذه المذكرة لولا أن حزبه ضاقت به الدنيا بما رحبت، وأصبح مهددا من طرف رشيد بلمختار الذي لا يفوت فرصة إلا و يرسل رسائل تحمل في طياتها تهديدا  لأتباع حزب العدالة والتنمية، كان آخر هذه الرسائل تصريحات الرجل حول عزمه القضاء على التفرغ النقابي نهائيا لكون المتفرغين في نظره مجرد أشباح يؤدون مهامهم لأحزابهم وليس لقطاع التربية الذي يعاني من قلة الموارد البشرية ، ولأن حزب العدالة والتنمية كغيره من الأحزاب الأخرى التي تستفيد من الريع النقابي مدى الحياة سارع إلى رفض تلك التصريحات واعتبرها تراجعات خطيرة وندد بها وطالب وزير التربية العدول عنها .

لاشيء قد يحرك إخوان بنكيران ولا شيء يقلقهم باستثناء مصلحتهم التي يجعلونها فوق كل اعتبار ، أما إذا تعلق الأمر بمصلحة أبناء الشعب فصوت هؤلاء من صوته يخاف ،فكم من قرارات اتخذت ضد أبناء الشعب والتي ما يزال وقعها على هؤلاء كبيرا ،ولم نسمع من هؤلاء ولو كلاما يندد بها او يطالب الحكومة بالتراجع عنها ، لكن ما إن مسهم الضر من السيد بلمختار حتى سخروا كل الوسائل للهجوم عليه واتهامه بأنه في سعي للانتقام من حزبهم الذي يخشى أن تذهب ريحه بعد أن وصلت شعبيته إلى الحضيض.

لو كان السيد الداودي  ومعه إخوانه لديهم حرص كبير على مصلحة أبناء الوطن ، لربما اتخذوا موقفا مشرفا إثر الحملة المسعورة التي أعلنت من خلالها الوزارة الحرب على أجور الموظفين ، ولربما استنكروا تلك السياسات العشوائية التي استهدفت بشكل مباشر حق الأستاذ في الإضراب الذي يضمنه له الدستور، ولربما حركوا نقابتهم تلك  للدفاع عن الأساتذة الذين يحاكمون مع المجرمين ليس لذنب اقترفوه ولكن لمجرد أنهم في وطن لا يقدر أبناءه ولا معنى للانسانية فيه .

ولكن وبما أن هؤلاء لا تهمهم سوى مصلحتهم الشخصية، وبما أن هؤلاء من زمرة الانتهازيين الذين ينتظرون الفرص المناسبة للركوب على مكتسبات الشعب ، فقد اختاروا الصمت عن كل التجاوزات الخطيرة في حق الأساتذة وفضلوا ا ألا يتحدثوا إلا عندما أحسوا بأن الدور قد جاء على أتباعهم  .

 

الشعب بأكمله قد فهم اللعبة وفهم أن هؤلاء لم يأتوا دفاعا عن شرف أبناء الوطن ولا دفاعا عن حقوقه المهضومة ، وفهموا أيضا أن حكومة الإسلاميين لم تقدم لهم سوى الوهم وباعت قضاياهم بأثمان بخسة لمجرد وصولها إلى السلطة ، لذلك فلا مجال للسيد الداودي ولا لغيره أن يحاول الاستخفاف بعقول المغاربة مرة أخرى ويحاول صنع مسرحيات جديدة ظاهرها الدفاع عن حقوق الشعب وباطنها استغلال الشعب والانتقام منه .

مجموع المشاهدات: 995 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة