"الإبداع ...أصل الصمود"

حوالي شهر كامل من المناقشة داخل مجلس النواب لمشروع قانون المالية لسنة 2015، وبعد التصويت عليه بالإيجاب وعرضه على مجلس المستشارين للمناقشة،  يتساءل المرء، سواء المطلع والعارف بخبايا تدبير وتسيير الشأن العام، أو المواطن العادي:

·        هل استفدنا من المناقشة لتطوير المشروع؟  

·        هل كانت المناقشة مناسبة لتوضيح الصورة حول واقع البلد ومستقبله؟

·        هل تم طرح بدائل اقتصادية واجتماعية خلال المناقشة؟

·        هل طغى الجانب السياسي على الجوانب الأخرى خلال المناقشة؟

·        هل؟ هل؟...

نعم أسئلة نطرحها لأن زمن النقاش البرلماني لمشروع قانون المالية هو زمن سياسي بامتياز، يتم فيه تقديم العرض والعرض المضاد (أو المقابل) لبلوغ أهداف معينة خلال سنة...أهداف تخدم الصالح العام وتخدم البلد وتخدم المواطنين...

الأغلبية المسيرة، لها توجهاتها وأهدافُها، وهي التي سَتُحاسب على فترة تدبيرها.

والمعارضة ، لها توجهاتها وأهدافها أيضا ، وهي التي ستحاسَبُ على طريقة معارضتها وتقديمها للبدائل.

لا يجب أن نعتبر زمن النقاش البرلماني مجرد روتين سنوي وتمرين لعرض نفس الأفكارونفس المقاربات -كل  سنة- دون ربطها بواقع البلد وبمحيطه وبالسنة المعنية وبما يتم تقديمه، يجب أن نُبدع جميعا –أغلبية ومعارضة- في تقديم الميزانيات (دور الأغلبية) وفي مناقشتها (دور الأغلبية والمعارضة)... إبداعات حقيقية، تمكننا من الإقلاع الحقيقي...

لقد ولى زمن التكرار والروتينية ...

وأصبح المتقدمون الجدد أولئك الذين يبدعون الحلول الجريئة...

أوروبا لم تَعُد تُبدع ؟ فلم يعُد لديها ما تقدمه للنمو(0-1-2% على أكثر تقدير)...

أمريكا –المبدعة دوما – لا زال لديها بعض ما تقدمه في هذا المجال...يمكن أن ننتظر منها نسب نمو 2-4 %...

الدول الصاعدة ...بدأت في الإبداع خلال 15 سنة الأخيرة ...لكن يبدو أن هناك عَطَباً في محركاتها الإبداعية  لأنها أبقت على أصل المنظومة الاقتصادية والاجتماعية دون تغييرها...

المغرب، بمختلف هيئاته السياسية، مطلوب منه إبداع نموذجه التنموي المتميز... بعد 59 سنة من الاستقلال،  وما القانون المالي إلا تجسيد سنوي لهذا الإبداع ...فهل نحن فاعلون؟