أخبارنا المغربية - محمد اسليم 

منذ أكثر من أسبوعين وتلاميذ الثانوية التأهيلية الشريف الإدريسي بجماعة أسول مديرية تنغير، في مقاطعة مفتوحة للدروس، رافعين شعارات ومطالب بسيطة في مجملها وقفت أمامها وزارة التربية الوطنية ممثلة في مديريتها الإقليمية بتنغير مكتوفة الأيدي. مطالب في مقدمتها تزويدهم بالمقررات الدراسية وسد الخصاص الذي تعرفه المؤسسة على مستوى الأطر التربوية وتوفير حراس الأمن، وتحسين التغذية بالداخلية، إستبدال الأغطية المتهالكة وتصبين القديم منها، توفير الأبواب والنوافذ للقسم الداخلي، فتح مستودع الملابس، حل مشكل الإكتظاظ في النقل المدرسي، تحضير الخبز الساخن في جميع الوجبات، توفير الماء الساخن بدار الطالب... 

مصادر نقابية من الإقليم وفي تواصل مع أخبارنا المغربية إعتبرت مطالب التلاميذ المحتجين منطقية وربطتها بنقطة أساسية أفاضت الكأس وهي النقل المدرسي والذي عمدت الجمعية المشرفة عليه لرفع قيمة المساهمات الشهرية للمستفيدين منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة لأسر أغلبهم، داعية المتدخلين من مديرية إقليمية وسلطات محلية ومنتخبة لإيجاد حل لهذا المشكل ورجوع التلاميذ لصفوفهم الدراسية... 

رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالثانوية أكد في تصريح صحفي سابق أن مطالب التلاميذ “مشروعة”، “لكنها لا تستحق الغياب عن الدراسة لهذه المدة، مشيرا في  إلى أن الجمعية تعهدت خلال حوار مع التلاميذ المقاطعين للدروس بالاستجابة للمطالب ذات الصلة بها، وهي نسخ المقررات غير المتوفرة وتوفير الماء الساخن بالقسم الداخلي.

رئيس الجمعية كشف كذلك أن الجمعية تقوم بشكل تطوعي سنويا باقتناء الكتب المدرسية وكرائها للتلاميذ بثمن رمزي على أن تقوم باسترجاعها عند نهاية الموسم الدراسي، ما لم يتم بعد توقيف الدراسة بسبب جائحة “كورونا”،  وعلى الرغم من نشر الجمعية لإعلانات للتلاميذ تطالبهم فيها بإرجاع الكتب التي بذمتهم، لكنهم لم يستجيبوا.. مضيفا أن "فرنسة" المواد العلمية زاد من تفاقم المشكل نظرا للثمن المرتفع للمقرارات باللغة الفرنسية وعدم وفرتها بالمكتبات.

إحتجاجات التلاميذ والتلميذات تطورت بمرور الأيام الماضية، بل وتوجت بمسيرة على الأقدام في اتجاه عاصمة الجهة الرشيدية، التي تبعد بمسافة 90 كيلومترا، بداية الأسبوع الماضي (الإثنين 30 نونبر 2020) قبل أن تتدخل وحدات أمنية من الدرك والقوات المساعدة حالت بين التلاميذ وإكمال مسيرتهم الإحتجاجية بعد قطعهم لـ15 كيلومترا... 

المقاطعة والإحتجاجات تواصلتا لحدود السبت الماضي تؤكد مصادر من عين المكان لأخبارنا المغربية، في غياب أي بوادر للحل، وفي ظل غياب أي تفاعل للمدير الإقليمي مع المطالب البسيطة في مجملها لتلاميذ الثانوية... فهل يستلزم غسل الأغطية وتوفير حارس ليلى وتحضير الخبز الساخن في الوجبات وتوفير الماء الساخن تدخل وزير التربية الوطنية شخصيا ولما لا تدخل السيد رئيس الحكومة؟