مسؤول نقابي يكشف وقائع خطيرة حول قضية الأستاذ معاذ ويطالب بتحقيق شفاف يشمل المدير الإقليمي ومسؤولين آخرين

مسؤول نقابي يكشف وقائع خطيرة حول قضية الأستاذ معاذ ويطالب بتحقيق شفاف يشمل المدير الإقليمي ومسؤولين آخرين

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

كشف حميد بوغلالة، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي بجهة الدار البيضاء سطات، في تصريح خص به جريدة "أخبارنا"، عن معطيات صادمة بخصوص قضية الأستاذ معاذ بلحمرة، الذي وضع حدا لحياته في ظروف مأساوية، معتبرا أن ما تعرض له من ضغوط مهنية ونفسية كان نتيجة مباشرة لسوء تدبير ملفه من طرف المديرية الإقليمية بمولاي رشيد، ومطالبا بفتح تحقيق نزيه ومحاسبة جميع المتورطين.

وأشار المسؤول النقابي إلى أن الأستاذ معاذ، شاب حديث التعيين حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية، التحق هذا الموسم لأول مرة بسلك التعليم الابتدائي بمديرية مولاي رشيد، إلا أن صدمة فقدان والده عشية تعيينه في شتنبر الماضي، أثرت عليه بشكل كبير نفسيا وعاطفيا، ما جعله يدخل الموسم الدراسي في وضع هش وحساس للغاية.

وأضاف بوغلالة أن الأستاذ تنقل بين أربع مؤسسات تعليمية مختلفة خلال موسم واحد فقط، بدءا من مدرسة بدر، ثم مدرسة الهراويين، فمدرسة النصر، وصولا إلى مدرسة طارق ابن زياد، وهو ما اعتبره دليلا على انعدام أي استقرار نفسي أو مهني للأستاذ، مؤكدا أن هذه التنقلات المتكررة لم تكن سوى وسيلة لإضعافه أكثر بدل احتضانه ومواكبته، كما كان من المفروض أن تقوم به المديرية.

وانتقد المتحدث المقاربة الإدارية المعتمدة في تدبير وضعية الأستاذ، معتبرا أن المديرية الإقليمية اختارت الحل الأسهل، وهو التوقيف الاحترازي، عوض عرضه على لجنة طبية أو توفير دعم نفسي له، كما شدد على أن هذا التوقيف كان تعسفيا ولا يستند إلى أي سند قانوني واضح، إذ تم اعتماده بناء على تقارير جمعيات آباء ومفتشين دون الاستماع للأستاذ أو زملائه، مما يثير الشكوك حول وجود ضغوطات من جهات معينة -امتنع عن ذكرها بالإسم- لإصدار القرار.

وأكد بوغلالة أن هناك شهادات تضرب رواية "التعنيف" في الصميم، منها شهادة أم تلميذة أشادت بمعاملة الأستاذ لابنتها، بالإضافة إلى فيديو يوثق احتفالا بعيد ميلاده وسط المؤسسة، ما يدل على علاقات طيبة مع محيطه المهني، كما استغرب كيف يتم اتخاذ قرار توقيف احترازي دون وجود أي مسطرة قانونية واضحة، ودون احترام المذكرة المنظمة للضمانات التأديبية، مع غياب تام لأي استماع أو تدرج في الإجراءات.

واعتبر المسؤول النقابي الجهوي أن إحالة الأستاذ على المجلس التأديبي في نهاية الموسم، حيث تغلق المؤسسات وتوقع المحاضر، هو في حد ذاته عبث إداري يفضي إلى تجميد الملف لشهور دون مبرر، مشددا على أن ما حدث هو نتيجة مباشرة لتجاوزات وسوء تدبير يجب أن تفتح فيه مساءلة إدارية شاملة.

ودعا الكاتب الجهوي إلى فتح تحقيق شفاف من طرف المفتشية العامة، يشمل المدير الإقليمي، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية، ومديري المؤسسات التي اشتغل بها الأستاذ، واللجنة التي أعدت التقرير الأحادي، كما شدد على ضرورة محاسبة كل من ثبت تقصيره أو مساهمته في تفاقم معاناة الأستاذ، التي انتهت بفاجعة إنسانية أثارت استياء واسعا داخل أسرة التعليم.

وفي ختام تصريحه، تقدم بوغلالة بخالص التعازي لعائلة الأستاذ، خاصة والدته التي تعاني من مرض مزمن، مؤكدا أن الأسرة باتت دون معيل وتحتاج لدعم مستعجل، ماديا ومعنويا، من طرف كل الضمائر الحية، كما ناشد وزارة التربية الوطنية التجاوب مع مطلب فتح التحقيق وترتيب الجزاءات، صونا لكرامة نساء ورجال التعليم، وتفاديا لتكرار مثل هذه المآسي مستقبلا.


عدد التعليقات (8 تعليق)

1

عبد الله

جريمة شنعاء و أخطاء ادارية غبية و قاتلة

التوقيف يتم اتخاذه من مدير الأكاديمية و ليس المدير الإقليمي بعد استنقاذ كل المساطر الإدارية بداية من الاستفسار و نهاية بالعرض على المجلس التأديبي . هذه مجزرة شنعاء و السكوت عنها مثل ذبح الاستاذ مرة أخرى امام ذوي الحقوق من أمه المكلومة و أقاربه و زملائه و حتى الحسم التعليمي بالبلد . أنتم الآن تحت المجهر و الكل ينتظر ماذا سوف تفعلون لإعادة الاعتبار له

2025/07/08 - 08:17
2

علي

النقابيون وتصفية الحسابات

كان على المديرية ان تتركه يدرس ويعنف التلاميذ حتى يرتكب مجزرة في حقهم ثم تقوم بتوقيفه

2025/07/08 - 08:53
3

حميد

العبث يدب برجليه

لم يبقى الا سوء التسير والعشوائية في تدبير أمور التربية والتعليم. الم تروا عبث ارسال استدعاءات إجراء تقويم للاستاذة في اللغة الفرنسية بعد توقيع محاضرالخروج في مكناس

2025/07/08 - 09:44
4

PASCAL

رد على تعليق النقابي

نعرف جيدا الأعضاء الذين ينتمون إلى النقابات بمختلف فروعها وأسمائها. المنقب والملقب ببوغلالة ، يريد تسجيل نقاط بتدخله هذا ، ويصدر كلمات باطل يراد بها حق. التشريح سيكشف أسباب الإنتحار .

2025/07/08 - 10:20
5

عبدالله اتبير

اغتيال وليس انتحار

موت الأستاذ معاذ ليس انتحارا، بل اغتيال إداري وأخلاقي مكتمل الأركان. لا تتحدثوا عن "الانتحار"، بل تحدثوا عن القتل الإداري البطيء. عن الجلادين الذين يختبئون وراء الأختام، والمراسلات، والمذكرات الوزارية. عن المدراء حين يتحولون إلى قضاة وجلادين. هو لم ينتحر، بل دُفع نحو الموت دفعا. دُفع بقرارات ظالمة، بتوقيف تعسفي، بسلطة متغولة، بمديرة تفتقر لأبسط قواعد الحكامة التربوية والقيادة الإنسانية مارست سلطتها بعنف إداري لا رحمة فيه، فحولت المؤسسة إلى ساحة إعدام بدم بارد. مديرة اختارت أن تُمارس سلطتها بلا ضمير،

2025/07/09 - 01:21
6

مابل مروان

لاحول ولا قوة الا بالله

مؤسف جدا، و لكن الله يضمن الرزق لعباده. الرحمة والمغفرة والعتق من النار، و انا لله وانا اليه راجعون

2025/07/09 - 09:26
7

ولد الشعب

غيور على بلاده

الى صاحب التعليق رقم 2 اتمنى صادقا من الله ان تعيش وترى ذلك يقع للبنك او ابنتك حتى تذوق كاس المعاناة التي عاشها هذا الاستاذ رحمة الله عليه

2025/07/09 - 12:06
8

Aziz Madar

متضامن لكن…

رحمه الله و غفر له لأن الانتحار حرام، أنا متأسف لما وقع له ولكن من جهة أخرى هل تطلبون عدم معاقبة المخطئين في مهنهم و بالظبط الذين الدين يعنفون التلاميذ ،و هذا امر مرفوض في جميع دول العالم و حتى في ديننا الحنيف

2025/07/09 - 01:31
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات