العقبة لينا...سياسيون وإعلاميون تونسيون ينادون بإخصاء المغتصبين بعد تفشي الجرائم الجنسية

العقبة لينا...سياسيون وإعلاميون تونسيون ينادون بإخصاء المغتصبين بعد تفشي الجرائم الجنسية

حسن سلمان

أثارت حادثة “اغتصاب جماعي” لطفلة تونسية جدلا اجتماعيا جديدا حول جريمة الاغتصاب، حيث اقترح باحثون ونشطاء تشديد العقوبات على مرتكبي الاغتصاب بدءا بـ “الإخصاء” وليس انتهاء بـ “التعذيب العلني” كي يصبحوا عبرة لغيرهم.

وكان خمسة أشخاص اقتحموا منزلا في مدينة “قبلاط”التابعة لولاية باجة شمال غرب البلاد، واعتدوا على جدة وابنتها، قبل أن يقوموا باختطاف الحفيدة (15 عاما) ويتناوبوا على اغتصابها، في حادثة أثارت الرأي العام في تونس.

ودوّن الإعلامي زياد الهاني على صفحته في موقع “فيسبوك”: “بعد جريمة ڤبلاط البشعة، أظل متمسكا برفض عقوبة الإعدام، لكني بالمقابل أطالب المشرعين بتنقيح المجلة الجزائية لإضافة عقوبة “الخصي الجراحي” للهمج المغتصبين. هذه في تقديري هي الطريقة الفضلى لحماية مجتمعنا، وردع الوحوش الآدمية التي لا تتحكم في غرائزها الدنيئة. أشنع من موتهم، وبعض الموت راحة، أن يُسجنوا ويعيشوا أذلاّء منبوذين طول العمر. جزاء على ما اقترفوه من جرم، وعبرة لمن يعتبر”.

فيما حذّر السياسي محمد القوماني من ظاهرة “الإرهاب المجتمعي”، مضيفا “نقول ونكرّر أنّ “الإرهاب المجتمعي بالأسلحة البيضاء”، بات أخطر من “الإرهاب الأيديولوجي بالأسلحة النارية”. فالجريمة المجتمعية ببلادنا، سواء الفردية أو المنظمة، التي استفحلت وتطوّرت، شكلا ومضمونا، لم تعد تقبل التعاطي معها بالصيغ المعتمدة إلى حدّ الآن، وصار التصدّي لها من الأولويات التي لا تقلّ أهمية عن التحدّيات الاقتصادية أو غيرها. وكل تأخير في المعالجة الجذرية، سيرفع كلفة المعالجة لاحقا وستكون له تداعيات خطيرة على باقي المستويات”.

ودوّنت الباحثة ألفة يوسف “انا ضد إعدام مغتصبي الفتاة التونسية بقبلاط. أنا مع تعذيبهم تعذيبا كاملا أمام الناس حتى الموت. لا تعني الحداثة ولا حقوق الإنسان التسامح مع اشخاص لا علاقة لهم بالإنسانية. بعد الموت، امرهم لا يعنيني، ويصبحون في ذمة الله تعالى. قبل الموت، وما داموا في المجتمع، لا بد من الضرب، وبقوة. الوحشية تغزو بلادنا في ظل حكم عاجز مائع″.

وعلّق الباحث سامي براهم على تدوينة يوسف بقوله “لم أكن أعلم أنّ هناك عقوبة أقسى وأقصى من الإعدام ، حتّى قرأتها في تدوينة إحدى الجامعيّات وهي “التعذيب الكامل أمام النّاس حتّى الموت”. أمّا التعذيب العلني حتّى الموت فواضح وهو نفس ما مارسه النّظام السّابق مع عدد من معارضيه ولكن في غرف التحقيق والتعذيب وزنزانات المسالخ البشريّة أو ضمن ما سمّي بسياسة الموت البطيء، وأمّا التّعذيب الكامل فقد استعصى عليّ معناه، فهل هناك عذاب كامل وعذاب ناقص؟ وكيف يكون العذاب كاملا؟ هل بممارسة كلّ أشكاله المتعارفة على الشّخص مجتمعة؟ تسقط كلّ مسوح الحداثة أمام المكبوت الغرائزيّ البدائيّ”.

 

وكان وزير الصحة عماد الحمامي زار الطفلة التي تعرضت للاغتصاب، ودعا إلى توفير الرعاية الصحية والنفسية لها ولعائلته، فيما أكدت مصادر إعلامية أن السلطات تمكنت من القبض على الجناة والتحقيق معهم، تمهيدا لمحاكمتهم.

عن القدس العربي


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة