"لا طير يطير ولا وحش يسير" لعلها أبرز جملة يمكن أن يقولها المراكشيون على مدينتهم في الآونة الأخيرة في ظل التهميش الذي شهدته المدينة الحمراء، جراء انتشار فيروس كورونا، والبقاء بمنطقة التخفيف 2 منذ بداية الوباء، وهشاشة القطاع الصحي الذي لربما بدأ بالانهيار حسب العديد من المتتبعين.
مدينة مراكش أصبحت تعيش وضعية صعبة للغاية، أما سكانها فلم يعد لهم القدرة لتحمل هذه الحياة التي لم تعتد عليها لا المدينة ولا القاطنين بها، لا سياحة ولا اقتصاد ولا صحة ولا عمل، والكل يشتكي .
بعدما تغنى بها الفنانون، وقصدها السياح، وشخصيات في مختلف المجالات لقضاء عطلتهم الصيفية، أصبحت الآن مقبرة مثل ذاك الطير المحبوس في قفصه بدون مأكل ولا مشرب، وصاحبه لا يكترث له، فمهما فعل ومهما تكلم تجاهله وأحسه بأنه ليس مهما في هذه الفترة، هذا بالضبط ما يعيشه سكان مراكش مع المسؤولين، أسئلة كثيرة وأجوبة مفقودة، والمجيب لعله يضع سماعات لكي لا ينصت للأسئلة المقدمة له.
المدينة الحمراء معروفة بسياحتها واستقطابها لعدد كبير من السياح، لكنها الآن تطلب النجدة وإخراجها من محنتها التي ستجعلها مختفية إن استمر الوضع على ماهو عليه، يكفي أن ترى ساحة جامع الفنا خاوية على عروشها تبكي من شدة الحزن، وتتألم لغياب "الحلايقية" الذين لطالما أتتو فضاءها، وأعطوها رونقا وجمالا لا يمكن أن تراه في مكان آخر، وما زاد من الطين بلة هو إغلاق المساحات الخضراء المتنفس الوحيد للمراكشيين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، فأين المهتمين بالشأن السياحي، لماذا هذا الصمت، ولما هذا الإهمال، أو أن الافتخار يكون عندما تكتسي المدينة رونقها، وتبدع في تقديم صورة جميلة للسياح عبر العالم، وغير ذلك لا أحد يهتم، وكأن هذه المدينة لا يوجد من يتكلم عنها، ربما فعلا لا يوجد أحدا.
من السياحة، نمر للصحة التي تشهد وضعا كارثيا في الآونة الأخيرة، وضع كارثي بمستشفى " المامونية " عجل برحيل مديره الذي لم يمر على تكليفه بتدبير وإدارة المستشفى سوى ما يناهز شهرين، هاهو الآن طالب باستقالته، ومن غير المستبعد أن يكون المستشفى بؤرة لتفشي الوباء، ، مصحات خاصة أصيب عمالها وممرضوها بالفايروس، والكل متخوف من تدهور الوضع أكثر مما هو متدهورا الآن، خصوصا بعد غياب الاستجابة للاتصالات المتكررة لعدد من مخالطي الإصابات، وغياب المعلومات الكافية في ما يتعلق ببروتوكول العلاج المنزلي، الذي جعل الكل يتساءل هل فعلا سينجح، وسيكون هناك تتبع، أم فقط بروتوكول من أجل البروتوكول فقط.
لا سياحة ولا صحة ولا رياضة ولا عمل، فكيف لهذه المدينة أن تستمر في ظل كل ما ذكر، فالراية البيضاء اقتربت من أن تحمل، أو لربما حملت وانتهى الأمر.
لعل ما يجب أن يكون الآن هو تحرك السلطات والمسؤولين، والتفاعل مع احتجاجات المواطنين، وإيجاد حل لهذا التدهور الذي تعيشه المدينة الحمراء قبل أن تصبح السيطرة تحت الوضع، بدل الوضع تحت السيطرة، فانقدوا مراكش ستحتاجونها مستقبلا.....
عدد التعليقات (17 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟