21/08/2019 10:13:00
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـ عادل الوزاني
تشهد مدينة تطوان والنواحي في كل موسم صيف أرقاما قياسية من حيث عدد الوافدين من مختلف أنحاء المغرب وأبناء الجالية المقيمين بالخارج لقضاء عطلتهم في "إسبانيا الصغيرة" كما يطلق عليها بعض الزائرين .
فتطوان أو مدينة "الحمامة البيضاء" تبدو من الخارج كقطعة من أوروبا، بنظافة شوارعها وحاراتها حيث لا تكاد المكانس تفارق أيدي عمال النظافة، بالاضافة إلى المناطق الخضراء وصناديق القمامة المنتشرة على جنبات الطرق، وكذا احترام سائقيها وراجليها لقوانين المرور، لكن هل فعلا واقع مدينة تطوان "جميل" كما يبدو من الخارج ويعكس حياة سكانها.
المعطيات على الأرض تقول للأسف أن تطوان من أكثر المدن من حيث معدلات البطالة وانعدام فرص العمل ومعاناة من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع بكثير من الشباب اليائس إما إلى الانتحار أو اللجوء إلى الإدمان حيث تسجل المنطقة ارتفاعا رهيبا في عدد المتعاطين لمختلف أنواع المخدرات، فيما يلجأ الكثيرون إلى المغامرة بأرواحهم في قوارب الموت للوصول إلى الضفة الأخرى بحثا عن لقمة العيش بالفردوس الأوروبي .
ونجد أن الآلاف من الأسر التطوانية لها أم أو أخت تشتغل كخادمة بيوت في سبتة المحتلة أو تعمل في التهريب المعيشي المهين والحاط من الكرامة الإنسانية لأي آدمي، فيما تلجأ العديد من الفتيات للدعارة بسبب الظروف الاجتماعية وانسداد فرص الحصول عمل شريف .
وحتى المصانع القليلة التي كانت تعمل على تشغيل عدد محترم من العمال، كمعامل الورق والتبغ والسكر تم إقفالها قبل عدة سنوات ونقلها إلى مناطق أخرى بالمملكة، لتصبح تطوان لا هي مدينة صناعية ولا سياحية، لأن القطاع السياحي بالمدينة يعيش أوضاعا مزرية رغم توفرها على مؤهلات سياحية كبيرة حيث يقتصر فقط على السياحة الموسمية، في ظل تدني جودة الخدمات وقلة عدد الفنادق وبالتالي انعدام التنافسية في الأسعار، وضعف تسويق المنتوج السياحي بالاضافة إلى نقص الرحلات الجوية وعدم وجود ربط بحري.
و"لإنقاذ" الوضع في المدينة خاصة في ظل تداول أنباء عن إقفال نهائي لمعبر باب سبتة في وجه عشرات آلاف الأشخاص الذين يقتاتون من التهريب المعيشي، تطالب فعاليات محلية الحكومة والمسؤولين المحليين بالتدخل العاجل ، عبر المراهنة على جعل تطوان قطبا سياحيا من خلال توسيع العرض وتشييد المزيد من الفنادق وإحداث منتجعات سياحية بالمنطقة على شاكلة أنطاليا التركية أو شرم الشيخ بمصر، يمكنها تشغيل أعداد كبيرة من شباب المدينة والنواحي، وكذا استيعاب أعداد كبيرة من سياح الطبقة المتوسطة نظير أسعار معقولة ..
ذات الفعاليات تدعو المسؤولين إلى الاهتمام بتطوان من حيث الجوهر وليس المظهر، وجعلها عاصمة للسياحة الداخلية ليس فقط في الصيف ولكن على إمتداد السنة، مع ضرورة توفير بنية تحتية يُعول عليها وشبكة طرقية قادرة على استيعاب مئات الآلاف من الزوار الذين يحجون بشكل متزايد كل سنة، وليس الاهتمام فقط بتسخير ميزانيات ضخمة من أجل كنس الشوارع وتزيينها بالانارة وسقي عشرات الكيلومترات من المناطق الخضراء.
هذا، بالاضافة إلى الاهتمام بالقطاعات الحيوية في المدينة وعلى رأسها قطاع الصحة، وفي هذا الصدد يقول الناشط المحلي آدم أفيلال في تدوينة فايسبوكية تجسد التناقض الصارخ لواقع الحمامة البيضاء "الشارع ماين كادوز الطوموبيل نقي كايشعال و حتى التخيوشة ماتجبرا مرمية في الأرض ... و ملي تدخول لسبيطار فاين كاين المرضى تجبار الدم مبرشط في الحيوط و القاي حاشاكوم على الكيمان و صابانات معطوطين و النسايم د حاشا الناس و البول بين الكيمان د المرضى !!".
ويتابع المتحدث في تدوينة فايسبوكية "فاين عماركوم شوفتو هادشي أ خوتي ؟عندوم الميزانية للربيع و السقي د الربيع و عندوم الميزانية يجمعو الكوليات د ماركيز من الارض و لوراق د الشجر يابسين ... لكن ما عندومشي الميزانية يجيبو فريق د النسا كبير خاص بنظافة المستشفى و يقابلو غير النظافة ...بغينا غير النسايم د الصوابن و جافيل ... واش ما يمكنشي تحققو هاد المطلب ؟ ضروري الخنز و العفن و الطوط ؟ شكون اولى بالنظافة ؟ واش المريض ولا الصحيح ؟"...
واقع تطوان يتطلب أكثر من أي وقت مضى إنشاء مشاريع عاجلة تعود بالنفع على أبناء هذه المدينة والابتعاد عن نهج سياسة "الزواق" والإصلاحات المتكررة دون حسيب و لا رقيب ولا مراعاة لثقل المسؤولية.
ضمنها إشكالية "زواج القاصر".. "بنساسي" يستعرض مكامن الخلل في مدونة الأسرة ويقترح حلولا تروم تقليص نسب الطلاق
نشرة إنذارية..الأرصاد تحذر من أمطار رعدية ورياح قوية مرتقبة من الجمعة إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة
عدد التعليقات (2 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟