تغطية خاصة:شبـح المقاطعـة يخيـم علـى الحملـة الإنتخابيـة الجزئيـة بسطـات
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية :عادل النويتي(سطات)
بدأت الحملة الانتخابية للتنافس على الفوز بمقعد " عبد الله ابو فارس"، الذي أسقطته المحكمة الدستورية في دائرة سطات بانطلاقة جد محتشمة حيث عرفت خفوتا جماهيريا قل نظيره في تاريخ الدائرة مما عجل بطرح الأسئلة حول واقع الحال.
مقاطعة الانتخابات التشريعية بالمغرب وبالاقليم على وجه الخصوص، أضحت خيارا وبدأت تتسع رقعتها وبدأ يكثر الداعمون لها، ولعل صفحات العالم الازرق تشهد على ذلك.
وأصبح الدخول للعبة الانتخابية مدعاة للسخرية والاستهزاء وأصبح معه العزوف الانتخابي وسيلة للتعبير عن عدم الرضا عن السياسات العامة والرسمية التي جعلت مدن ومداشر الاقليم مناطق منكوبة: أولاد امراح . راس العين.اولاد فارس.بني خلوق. البروج. ثلاثاء الاولاد....واللائحة طويلة لمناطق تنعدم فيها شروط الحياة البسيطة.
فقد أدت سياسة اللامبالاة والإهمال والتهميش المكرسة لسياسة التفقير والتجهيل والممنهجة منذ مدة الى تخريب الحياة السياسية بالإقليم وقتلت الحقل السياسي بعد اغلاقه وتسييجه يشهد لذلك بؤس المشهد السياسي حيث لم يعد ينظر له كمختبر لإنتاج الحلول المناسبة للأزمات الحالة بالمنطقة بل أصبح الشارع وساحة النضال والفضاء الازرق هي المعبرة عن آمال وطموحات المواطن.
وحيث أن ماضي التزوير والفبركة الذي تجندت له وزارة الداخلية افسد الحياة السياسية بالإقليم عبر تفريخ احزاب وشخصيات لاتعبر عن نبض الشارع واحتياجاته بل تعبر فقط عن وجهة نظر الداخلية المنفذ الرئيسي لسياسة المخزن الذي يصنع تماثيل على مقاسه وبهذا تبدو وزارة الداخلية كطرف غير محايد مماتكون معه الانتخابات غير ذات جدوى.
ان الانتخابات في الدول الديموقراطية وسيلة يعبر بها الشعب عن اختياراته وارادته؛عكس مايقع في في انتخابات تسعى لتكريس الأمر الواقع وتلميع وجه الاستبداد والفساد المتحكمين في اوصال الحياة السياسية بالإقليم فالمنتخبون لايتوفرون على سلط حقيقية حيث ان مركز السلطة يوجد بيد اجهزة غير منتخبة على راسها وزارة الداخلية مما جعل البلاد تتجه نحوالمجهول وقد اختار الشعب المستضعف أن يلوذ بالصمت مما جعل كتلة المقاطعين وغير المسجلين باللوائح الانتخابية هي الأضخم بنسبة تفوق 80/ ويجعل نسبة المشاركة لاتتجاوز 20/في احسن الظروف.
فالأجواء العامة في بلادنا تشير الى تفاقم أزمة المشروع المخزني الذي فضل سياسة العصا الغليضة ورجع بذاكرة المغاربة إلى سنوات الرصاص حين اختار أن يسكت الصحافة بالمعتقل ويسكت المطالب المشروعة الاجتماعية في الريف وغيرة بسياسة قمعية بوليسية مما يجعل الانتخابات الجارية خارج السياق الديموقراطي وبعيدة عن المعايير الدولية وروح ومنطوق القوانين الدولية لحقوق الإنسان.
