الازبال تغرق شوارع العاصمة الرباط بعد رحيل فيوليا

الازبال تغرق شوارع العاصمة الرباط بعد رحيل فيوليا

زينون عبد العالي

 

 

 

لا زالت العاصمة المغربية الرباط تحت ترزح تحت وطأة  تراكم النفايات المنتشرة في عدد من الأحياء والضواحي، للشهر الثاني على التوالي، عقب قرار شركة «فيوليا» التابعة لمجموعة «فيفاندي» الفرنسية الانسحاب من تدبير خدمات جمع النفايات في عدد من المدن المغربية ، بسبب أوضاعها المالية الصعبة.

 

 وخلف القرار تذمراً واضحا لدى السكان بسبب عجز البلدية عن تنظيف العاصمة التي غرقت في النفايات في وقت حساس يصادف فيه رمضان المبارك والعطل الصيفية وارتفاع درجات الحرارة.

 

وقال عمدة الرباط فتح الله ولعلو ان الشركة الفرنسية قررت الانسحاب من المغرب ودول عربية أخرى نتيجة وضعيتها في السوق المالية الفرنسية والأزمة الأوروبية، ما استوجب اعادة النظر في العقد الذي يربطها مع مجلس مدينة الرباط منذ سنة 2008 .

 

وتطالب الشركة الفرنسية بتعويضات تقدر بـ 15 مليون درهم على شكل ديون متراكمة منذ سنوات، وقال ولعلو ان الديون لا تتجاوز ثلاثة ملايين درهم فقط، وان قرار الانسحاب هو «نقمة في طياتها نعمة» في إشارة إلى عدم تنفيذ الشركة الفرنسية لدفتر التحملات الذي يطالبها بتجديد آلياتها وطريقة عملها.

 

وقال عمدة الرباط ان مجلس المدينة يدرس صيغاً جديدة لمواجهة مشكل النفايات منها التدبير المباشر، أو إسناد تلك الخدمات إلى شركات تشارك البلدية في رأسمالها على صيغة مؤسسات تجمع بين القطاعين العام والخاص. ويحتاج التصديق على قانون جديد إلى بين ثلاثة إلى أربعة اشهر وهو زمن طويل يصعب على العاصمة تحمله إلى حين إيجاد طرق مقبولة لجمع النفايات التي تحولت إلى قضية جوهرية لسكان الرباط وضواحيها.

 

وانتقد نواب في البرلمان طريقة إدارة خدمات المدن التي أسندت إلى شركات متعددة الجنسيات في إطار ما يعرف بنظام «التدبير المفوض» الموقع مع شركات فرنسية وإسبانية  خلال العقد الماضي، ولم تفِ تلك الشركات بالتزاماتها القانونية بسبب ضعف المراقبة والمحاسبة من قبل القائمين على الشأن المحلي المنتخبين. رغم أن هذه الشركات  تحقق أرباحاً سنوية تقدر ببليون يورو من عملها في تدبير خدمات الماء والكهرباء والتطهير وجمع النفايات في عدة  مدن مغربية.

 

ويستعد المغرب لإجراء انتخابات جماعية العام المقبل، وستكون خدمات البلدية احد الرهانات الحاسمة في اختيار المستشارين الجدد لتدبير الإنارة والقمامة وإضاءة الشوارع وتنظيفها. وكانت الرباط صُنفت في لائحة التراث الإنساني الخاصى بمنظمة اليونسكو، باعتبارها مدينة تاريخية تجمع حضارات قديمة كثيرة.

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة