جبل ايغوذ سمفونية تاريخية تئن في صمت أمام تغول شركات تستنزف تاريخه الضارب في العمق‏

جبل ايغوذ سمفونية تاريخية تئن في صمت أمام تغول شركات تستنزف تاريخه الضارب في العمق‏

أخبارنا المغربية

 

 

ي. الإدريسي- ن.الطويليع

 

يتعرض جبل إيغوذ المعلمة التاريخية المتواجدة على مساحة مهمة من المجال الترابي لإقليم اليوسفية، إلى عمليات التخريب العشوائية والتي تشرف عليها شركات ومقاولات صناعية، مستغلة أحجار المنطقة بشكل استنزافي متغول يروم قطع حبل هذا الموقع الأثري عن ماضيه الضارب في عمق التاريخ الإنساني والذي يِؤكده عثور الباحثين الأثريين في أحشائه على أقدم جمجمة إنسانية في موقعها الأصلي.

 

وحسب إفادة أحد سكان المنطقة، فإن الشركات المشار إليها تستخدم متفجرات قوية في ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ، إذ ينبعث بتفعيلها غبار قاتل يتسبب في ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻋﺪﻳﺪﺓ عانت منها الساكنة، وقد تكون له مخلفات سلبية على صحة وحياة كل الكائنات الحية المتواجدة بالمنطقة، خصوصا وأنها تزخر بثروة نباتية وحيوانية مهمة. وتساءل المتحدث بنبرة ممزوجة بالحسرة؛ هل من منقذ لهذا الرصيد التاريخي الإنساني، موجها كلامه إلى الجهات المعنية التي تكتفي بمراقبة جشع الشركات المستغلة لتاريخ المنطقة.

 

واعتبر أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، أن تاريخ جبل إيغوذ يعتبر حلقة مهمة من حلقات التطور البشري في شمال اٍفريقيا، كما يُعد من أهم الحفريات الطبيعية التي تم اكتشافها والتي كانت تشكل ثروة معدنية مهمة بقبيلة احمر، قبل أن تنكب الشركة المغربية للمعادن والمواد الكيماوية على استغلال منجم البارتين. ولم يخف الناشط الجمعوي تذمره من تغييب التنمية الاجتماعية بالمنطقة وأيضا إهمال الجانب الإيكولوجي بتقديم المنفعة الصناعية على حساب القيمة العلمية والتاريخية للمنطقة.

 

وإمعانا في استذكار التاريخ، عرّج أحد الباحثين على السياقات التاريخية لاكتشاف مغارة إيغوذ التي ستصبح فيما بعد وجهة العلماء والباحثين الأنثروبولوجيين،  فقبل سنة 1961، لم يكن أحد يتوقع أن منطقة  ايغوذ تضم موقعا تاريخيا يعود إلى نهاية العصر الحجري، حوالي 300 ألف سنة قبل الميلاد، إلى أن عثر أحد عمال الشركة التي كانت تستغل منجم البارتين بالمنطقة على جمجمة، اكتُشف فيما بعد أنها تعود إلى ما قبل التاريخ، وأنها من شأنها الإجابة على عدة أسئلة أثرية كانت عالقة في أذهان الباحثين.

 

 

يُشار إلى أن منطقة جبل ايغوذ تقع  بالجزء الجنوبي الغربي من منطقة احمر بجماعة ايغود التي تبعد عن مدينة اليوسفية بحوالي 60  كيلومتر و تمتد لمسافة 5 كيلومترات في اتجاه الجنوب.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة