اعتراف مدوٍ من وزير جزائري سابق: المغرب انتصر في معركة الصحراء والجزائر تعيش صدمة الهزيمة

في خطوة غير مسبوقة ومثيرة في آن، اعترف الوزير الجزائري السابق نور الدين بوكروح، المعروف بانتقاداته اللاذعة للنظام الجزائري وعدائه التاريخي للمغرب الموروث عن الحقبة البومدينية، بأن المغرب انتصر بذكائه وحنكته السياسية في نزاع الصحراء، داعيًا بلاده إلى التركيز على حماية سيادتها وحدودها خلال السنوات القادمة بدل الانغماس في معارك خاسرة.

بوكروح، وفي تدوينة مطولة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك حملت عنوان "الصحراء: هكذا ولا كثر"، قال بوضوح إن ليلة الاحتفال بالثورة الجزائرية كانت أسوأ ليلة عاشها الجزائريون منذ الاستقلال، بسبب ما وصفه بـ«الإحساس بالهزيمة أمام العالم عقب تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية.

وأضاف الوزير الجزائري السابق، الذي تولّى مناصب سامية في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، أن المغرب ربح المعركة لأنه عرف كيف يوازن بين الجرأة والذكاء، مشيدا بما وصفه بالعبقرية المغربية في تدبير الملف منذ المسيرة الخضراء سنة 1975، مرورا باتفاق مدريد، ووصولا إلى تعزيز موقفه الدبلوماسي عبر اعترافات متزايدة بسيادته على الصحراء.

وكتب بوكروح بالحرف أن فكرة المسيرة الخضراء كانت ابتكارا في فنون الغزو الترابي، إذ نجح المغرب في استرجاع أقاليمه دون إطلاق رصاصة واحدة، وأمام أنظار العالم كله. كما أقر بأن الحسن الثاني استطاع أن يحوّل النزاع إلى قضية مجمدة ربح من خلالها الوقت والشرعية، بينما ظل خصومه في موقع الدفاع.

ويرى بوكروح أن الملك محمد السادس واصل نفس النهج ببراعة، من خلال إطلاق  مبادرة الحكم الذاتي سنة 2007، والتي وصفها بأنها الاقتراح الوحيد الواقعي الذي استطاع المغرب عبره أن يكسب دعمًا دوليًا متناميًا، قبل أن يتوّج هذا المسار بتصويت أممي تاريخي يؤكد مصداقية الطرح المغربي.

وفي ختام تدوينته، حذر بوكروح بلاده قائلا: على الجزائر أن تعمل بجد خلال الأشهر والسنوات القادمة لحماية سيادتها الإقليمية شمالا وجنوبا، من الأطماع التي تتزايد يوما بعد يوم.

بهذا الموقف الجريء، يكون نور الدين بوكروح قد وضع النقاط على الحروف، كاشفا عن قناعة راسخة بأن المغرب كسب معركة الصحراء بالذكاء والدبلوماسية والشرعية، بينما خسرتها الجزائر بالتعنت وسوء التقدير.