حقائق و معطيات لفهم اعتداء تفجير مقهى مراكش

حقائق و معطيات لفهم اعتداء تفجير مقهى مراكش

 

 أذ   عبد الهادي وهبي/أخبارنا

    لا يحتاج المواطن المغربي إلى خبراء استراتيجيين او  متخصصين في العمليات الانتحارية او الإرهابية وبحوث مستقبلية ..... كل ما في الأمر هو استحضار العديد من المعطيات ذات البعد الوطني و الإقليمي  و الدولي  ، و التي يمكن بواسطتها محاولة فهم ظروف و تداعيات هذا العمل الجبان .  فمن الواضح أن أصحاب هذا العمل يرون المغرب يتجه نحو المسار الذي يتعارض مع مصالحهم المادية او الإستراتيجية و الذين تعوذوا على الاسترزاق من مثل هذه الأعمال التخربيبة ، أكيد أن استهداف مدينة مثل مراكش عاصمة السياحة و الجنوب المغربي  ، وتحديدا ساحة جامع الفنا التي يعرف تفاصيل أزقتها  السائح الأوربي و الأمريكي و الخليجي له دلالات و معاني كثيرة كل من زار المغرب عامة .

إن المعطيات التي يجب استحضارها لمحاولة الفهم فقط – لا للتهمة - ، فأكيد ان بحوث وتحريات الكفاءة العلمية و الأمنية لأجهزة الأمن المغربي قادرة على تحديد خيوط المتآمرين و تقديمهم لعدالة في اقرب وقت

    على الصعيد الوطني :

§       قدرة  أجهزة الأمن المغربي  بكل أطيافه على ضمان مرور جميع المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية لمدة أكثر من شهرين بدون  تسجيل أية حالة تدخل امني عنيف في حق المتظاهرين في الوقت الذي تحولت أجهزة الأمن في الدول العربية وخاصة : تونس – مصر – ليبيا – الجزائر – سوريا إلى أداة لقتل المواطنين في الشوارع ، فهؤلاء يردون أن يقولوا للمغاربة و رجال الأمن رسالة مفادها أننا انهزمنا في استفزازكم في المظاهرات وها نحن نستفزكم الآن.

§       استغلال حدث الإفراج على العديد من المعتقلين الإسلاميين المنتمين إلى ما يسمى " السلفية الجهادية" من اجل قيام السلطات المغربية بحملات الاعتقال من جديد في صفوف هؤلاء المفرج عنهم و في انتظار الآخرين ، وبالتالي العودة بنا إلى مرحلة الصراع بين الدولة و المعتقلين في ظرفية لا تقبل و لا تتحمل إعادة الخطأ و العودة إلى الوراء لان الثمن سيكون باهضا جدا و هو الأمر الذي يريده أصحاب هذا العمل القبيح  ، و هو الأمر الذي صرح به احد المعتقلين المفرج عنهم يوم أمس  ساعة وقوع الحدث  

§        محاولة توقيف مسلسل الإصلاح الشامل السلمي الذي مثل المغرب النموذج العربي الأول، لان هؤلاء كما يقال يعيشون على الثورات و الحروب و الدماء و القتل و الفوضى  ، قاتلهم الله

§        القضاء على ذلك التوافق الملكي و الشعبي من اجل الإصلاح الشامل و السلمي لبناء مغرب  الأخلاق و الكرامة و الحرية و الديمقراطية التي لا تخرج عن المرجعية الإسلامية و الإفريقية للمغرب

 

 على الصعيد الجهوي و الإقليمي العربي تحديدا

§        الثورات العربية الدامية : يعرف العالم العربي منذ اندلاع الثورة التونسية ، ثورات و احتجاجات دامية أدت إلى قتل العديد من المواطنين الأبرياء ، ولا تزال أودية الدماء تجري في ليبيا  و سوريا و اليمن ، في الوقت التي تمر فيه الاحتجاجات في المغرب بأسلوب سلمي حضاري ، وتجاوب رسمي مقنع ، هذا الأمر لا يستسيغه أعداء المغرب من انفصاليي الداخل و الخارج ، وقد اندسوا ولا يزالون في مايسمى بحركة 20 فبرير ، وربما أن بعضهم عضو ناشط في  لجن التنسيق الوطني و الإقليمي و المحلي  لهذه الحركة إما كمواطن – ولا اسميه إلا الخائن و المرتزق  او المنافق في التعريف  الإسلامي – او ضمن جمعية أو هيئة  أو حزب  تقوم بدور المحرض و راع لمصلحة الأعداء

§        مضايقة القاعدة في المغرب الإسلامي ، وعدم قدرتها على اختراق المغرب و أرضه وهزهزت أمنه و استقراره ، وخاصة علاقة المغرب التاريخية  الطيبة مع فرنسا تحديدا ، وتضارب الأنباء انضمام  العديد من أعضاء جبهة البوليساريو إلى  صفوف القاعدة  ، وهم على استعداد تام للقيام بكل ما يطلب منهم ضد المغرب 

§       الاستنزاف المادي و العددي لجبة البوليساريو ، وخاصة عندما تبث بالفعل و الملموس تورطها في قتل المدنيين إلى جانب كتائب القذافي المجرم ، و المطالبة الدولية بمتابعتهم و مراقبة الجبهة و إزالة حجاب النية الصادقة  و الجماعة البريئة و المسكينة و المستضعفة التي أكلت  بها عقول بعض الدول الأوربية و المنظمات الحقوقية العالمية و المنتظم الدولي عامة ،ففقدت كل أشكال الدعم

§       الوضع غير المستقر في الجزائر و ليبيا ،يجعل الأعداء أكثر حقدا على المغرب ، فعقدتهم هي لماذا يبقى المغرب استثناء ، فهم لا يعرفون عن المغرب أي شئ سوى صرف أموال الاسترزاق التي تصل إليهم من القذافي أو فنزويلا أو جريدة الباييس  أو الحزب اليساري أو جمعيات "خربوا  وانافق و اتغنوا " المنتشرة في الغرب الداعم لهم .

على الصعيد الدولي

§         محاولة تشويه الصورة الحضارية و الأخلاقية و الايجابية التي حضي بها المغرب في مجلس الأمن و المنظمات الحقوقية النقية من المرجعيات التدميرية، و خاصة في أسلوب التعامل مع الاحتجاجات الشعبية التي تجول المدن و القرى المغربية 

§            إقرار مجلس الأمن الدولي و مصادقته على التقرير المغربي حول أحداث العيون ، التي كان البعض يريد منها أن تكون  بداية بدون نهاية ، ورفض مقترح البوليساريو المتعلق بتوسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء المغربية ، في المقابل ذلك آمر الجزائر من اجل الدخول المباشر مع المغرب في مفاوضات مباشرة لقضية الصحراء المغربية و الحد من سياسة المحرض و المشحن للآلة ، فالبوليساريو مجرد آلة مشحونة من طرف رجال الأمن و السياسة في الجزائر و السماح  بإحصاء سكان معتقل  نتدوف


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة