المغرب و الجزائر : لا بديل عن  المصالحة !! 

سياسة

22/09/2014 04:50:00

أخبارنا المغربية

المغرب و الجزائر : لا بديل عن  المصالحة !! 

أخبارنا المغربية : الصادق بنعلال

  1 -  في مرحلة تاريخية عربية عصيبة ، و في ضوء / ظلمة الانقلابات العسكرية و المدنية و الثورات المضادة على مجريات الربيع العربي المجهض ، طلع علينا الكاتب الجزائري المخضرم : د . محيي الدين عميمور بمقالين خصصهما للننظر في راهن و واقع العلاقة الجزائرية المغربية المثيرة للأسى و الألم و الحسرة ...

 و من تحصيل الحاصل القول إن الحالة الجزائرية المغربية فريدة من نوعها كونيا ، فلئن كانت الخلافات  السياسية و العسكرية ميسما يطبع علاقة عدد كبير من الدول المتجاورة ، بفعل عامل التنافس و الرغبة في تحقيق "الفوز" و "الهيمنة" الإستراتيجية و الاقتصادية و العسكرية .. 

لكن في حدود من الذكاء السياسي ، و تحصين المصالح المفصلية دفاعا عن حاضر و مستقبل الشعوب ، فإن الجارين الشقيقين رغم ما يتقاسمانه من تاريخ مشترك ؛ حافل بالمنجزات النضالية و المقاومة النوعية للاحتلال الأجنبي  ، و قيم ثقافية و حضارية و دينية بالغة الأهمية .. يعيشان في قطيعة دراماتيكية ، و حرب "باردة" مدمرة منذ استقلالهما ( ما يناهز خمسين سنة ) !! فما هي الأسباب / الدواعي القابعة وراء هذا التدمير الذاتي و هذا "الاقتتال" المعنوي المرعب ؟

2 -  كنا نمني النفس أن يتقدم الأستاذ الفاضل  محيي الدين بعناصر إجابة متوازنة و موضوعية و محايدة نوعا ما ، خاصة و الرجل قد بلغ من الكبر عتيا ، و اختبر مطبخ السياسة عن قرب ، و تقلد مناصب سياسية مرموقة ، و كان من المقربين جدا من الرؤساء الجزائريين و صناع القرار في قصر المرادية سنين عددا ! إلا أنه أضاع الهدف و حاد عن  انتهاج المقاربة المسؤولة الداعية إلى زرع قيم التصالح و التقارب و التآخي ، من أجل إقلاع تنموي مغاربي انتظرته شعوب المنطقة على "أحر من الجمر" ، و  و اكتفى بترديد الأسطوانية المألوفة للطبقة الحاكمة بالجزائر الشقيقة ، أسطوانة مبدأ تقرير المصير "للشعب الصحراوي" و وضع حد ل"تصفية الاستعمار" بالمنطقة ، من أجل إقحام كيان وهمي باسم "الجمهورية الصحراوية .." ! كل ذلك على حساب بلد عربي جار، لم يتوان في تقديم يد العون و التضحيات الجسام للجارة الجزائر طيلة تاريخها المديد . و في اعتقادي الشخصي فإن الكاتب الكبير محي الدين عميمور ، الذي نكن له كل تقدير و احترام بفضل مساهماته الإعلامية  الخصبة (المرئية و المسموعة و المكتوبة ) ، يتخلى عن مقاربته الجادة لقضايا الوطن العربي الجريح ، كلما اقترب من موضوع الصراع الجزائري المغربي ! و أكاد أقول إن الكاتب المحترم على اطلاع دقيق بملفات العلاقة الغرائبية بين المغرب و الجزائر ، بدءا من إشكال ترسيم الحدود و احتفاظ الطرف الجزائري غير الودي بالصحراء الشرقية المغربية ، بدعوى ضرورة احترام الحدود "الموروثة" عند الاحتلال ، و مرورا بتورط بالغ الخطورة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية ، عبر الرعاية اللوجستيكية و العسكرية و المالية و الإعلامية المطلقة للانفصاليين المغاربة و تزويدهم بأعز ما يحتاجون إليه من وسائل و معدات و آليات و باقي مختلف أصناف الدعم .. لتحقيق حلم  حكام الجزائر في تقسيم المغرب و تجزيئه  و إضعافه ، بغض النظر عن النتائج الكارثية  على المنطقة بأسرها ، و متى كان العرب يعيرون الاهتمام لما قد يسببونه من خراب ! 

و أخيرا و ليس آخرا ، جنون إغلاق الحدود البرية و السياسية و الاقتصادية ؛ جنون أهوج  استمر عشرين سنة ، و للقارئ الكريم أن يتصور  حجم الخسائر الإنسانية و الأخلاقية و المالية لهذا السلوك السياسي بالغ الانحدار !

و في الواقع لا يمكن أن نعالج موضوع الصراع المعني بالأمر بالاقتصار على  ترديد "القرارات" الدولية و "توصيات" الجمعية العامة ، و "مواقف" المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ، فكلنا ندرك الرغبة الجامحة التي تسكن "المنتظم" الدولي في تجزيء المجزئ و تقسيم المقسم و إعادة تقزيم الدول العربية ،  و خلق كيانات وهمية ، للتحكم في مصير الأمة العربية  الطامحة إلى الوحدة و الحرية و الديمقراطية ، لكن ما لا يدركه العقل الحصيف هو مجاراة بعض الدول العربية وعلى رأسها الجزائر للمخططات الاستعمارية و التخريبية والأطماع الامبريالية الجديدة ، في السيطرة على مقدرات الشعوب العربية الحيوية .

3 -  وحينما اقترح المغرب حلا ثالثا لقضية الصحراء الغربية المغربية ، بعد سنوات من الضياع و الدوران في الفراغ القاتل ،  و هو حل الحكم الذاتي الموسع ، كان ذلك بعد أن تيقن الخبراء و المراقبون المحايدون من استحالة تنظيم استفتاء تقرير المصير بالضوابط  و القواعد الملائمة للوضع الصحراوي المخصوص ، و مرة أخرى كانت الجزائر سباقة إلى تسفيه الاقتراح المغربي و تحريض الانفصاليين المغاربة سواء في مخيمات تندوف ، أو داخل الأراضي المغربية ، و تأليبهم على وطنهم و حثهم على العصيان المدني و إحداث القلاقل و إلحاق الفساد في البلاد و العباد ، فإذا تدخلت قوى الأمن للتهدئة و استتباب الأمر ، علت أصوات الجمعيات و المنظمات و المؤسسات الدولية منددة بعدم "احترام" حقوق الإنسان ،  و المطالبة بالتدخل الدولي لمراقبة هذه الحقوق داخل الأراضي المغربية !

يعلم الدارسون و المهتمون بالشأن الإقليمي ، أن الجزائر من الدول القليلة في العالم التي "تشتغل" ( مع بالغ الأسف ) بدون مشروع مجتمعي ، و رؤية سوسيو اقتصادية و سياسية متكاملة و هادفة ، بل إن "المجهودات" الفرعونية التي تقوم بها الجزائر لضرب المصالح الوجودية للمغرب ، و الأموال الهائلة الناتجة عن عائدات الطاقة النفيسة التي تغدقها يمينا و يسارا على المرتزقة في كل أنحاء العالم و ما أكثرهم .. 

كل ذلك يعميها عن بناء دولة ديمقراطية حديثة ، تضمن للمواطنين الحرية و العدالة و المساواة و الكرامة الإنسانية ، دولة مدنية تعددية ، تجرى فيها الانتخابات الدورية في جو من التنافسية و الشفافية و التداول السلمي على السلطة ، مع العمل الجاد و الصادق من أجل تجسيد مغرب عربي فاعل ، و إنجاز إقلاع تنموي حضار ي قل نظيره في المنطقة العربية ، بعيدا عن البحث الدونكيشوطي عن الريادة  و النزوع المرضي للهيمن على المنطقة ! فهل سيدرك أشقاؤنا الجزائريون أن عالم الغد قائم على قيم التعاون و تبادل الخبرات و التجارب و العمل المشترك في ميادين العلوم و التربية والتكنولوجيا عالية الدقة ،  و خلق مزيد من الثروات ، و جعل بلداننا قبلة للاستثمارات الوطنية و الإقليمية و الدولية  لمنافسة الأقطاب الاقتصادية العالمية العملاقة ، بعيدا عن السياسات الكيدية و العدائية ، التي تذكرنا بمسلكيات عصر ملوك الطوائف !؟ 

مجموع المشاهدات: 5944 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (4 تعليق)

1 - المغربي
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا
الذي يجب أن يعلم هذا الكاتب أن كتاباته مجرد حروف تائهة في الورق لا دلالة لها ولا مغزى وهي مجرد سم لتحميل المغرب سيد المنطقة الوزر أو المسؤولية على مايقع ولكن الواقع والمنطق يقول عكس ذلك فلا يمكن للدولة المغربية التي حكمت على مر السنين منطقة المغرب العربي أن تخضع أو ترضخ لمجموعة من القبائل البدوية المتشكلة في هذه التي تسمى الجزائر فإما الخنوع والرضوخ والعودة إلى حضيرة الوطن أو ليتحملو مسؤوليتهم فالزمن سيجعلهم يرضخون ويبحثون عن رضى المغرب عليهم والزمن سيريهم مايجهلون والخطاب موجه كذالك إلى الدول المجاورة وهناك منهم من أسر المنطق والحكمة وعاد إلى رشده وأضن أنكم تعرفون من أقصد .
مقبول مرفوض
0
2014/09/22 - 08:53
2 - hkhelifa
حا ضرنا لاماضينا
من بين 37 اتفاقية ابرمت في اطار اتحاد المغرب العربي: المغرب صادق على 08 اتفاقية في مقابل : الجزائر : 29 تونس : 28 ليبي : 27 موريطانا : 25 وكل الاتفاقيات التي صادق عليها المغرب تخص اليات المتعلقة بالتجارة و الاستثمار و تنقل البضائع.
مقبول مرفوض
0
2014/09/22 - 10:37
3 -
wa ta3twna sahra
مقبول مرفوض
0
2014/09/22 - 11:43
4 -
حجارهم يشدوهم ما بغيناش تصالح مع دولة تحكمها مومياء وتيعيشو فيها أحياء-أموات (des zombie) ماغادي يدخل علينا غير صداع الراس حنا سادين عليهم وما هانيينش والدليل نهار كانت الحدود مفتوحة جاو فجرو أطلس آسني سد تلا ما طلق
مقبول مرفوض
0
2014/09/23 - 10:30
المجموع: 4 | عرض: 1 - 4

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟