إنتشار القنوات الفضائية الدينية عبر الساتل : هل هي بداية العودة إلى الله ؟ا
علي مسعاد
Casatoday2010@gmail com
" كاريزما" ، " الناس " ، " الرحمة " ، " إقرأ " ، " المجد " ، " الرسالة " ،" القرأن تي في " و" رسالة الإسلام " و غيرها من القنوات الفضائية ، التي إنتشرت في الفترة الأخيرة ، عبر الساتل مستهدفة الفئة الأكثر حرمانا في الجانب الديني و المتعطشة للارتواء من معين الدين و الفتاوى المتعلقة بالجانب الروحاني و اليومي .
وهي الأهداف التي تحققت ، لأصحاب القنوات الدينية و لعل التخمة التي أصبحت
تتلقاها البرامج الحوارية و المنبرية ، من الوصلات الإشهارية و الدعائية ، لخير دليل على الأرباح المادية ، التي حققتها هذه القنوات ، بفضل الدعاة و نجوم الفتاوى الدينية ، في عصر انتشرت فيه أعراض المس و السحر و العين و الجن و الصرع ، أو أن شئنا التحديد ، الأمراض النفسية التي انتشرت كالنار في الهشيم ، في مجتمعات أصبح أفرادها ماديون و بامتياز .
التربة الخصية ، التي ساهمت في انتشار هذه القنوات و الدكاكين التي يدعي أصحابها ، أنهم متخصصون في الرقية الشرعية و هم منها براء .
و ما الأخبار و العناوين العريضة ، التي أصبحت تتصدر الصفحات الأولى ، للصحف و المجلات ونشرات الأخبار التلفزية منها والإذاعية ، عن ظاهرة الاغتصاب التي يقترفها بعض الفقهاء و الأدعياء لممارسة الرقية الشرعية ، في حق المصابات بأعراض المس و السحر أو من من فاتهن قطار الزواج أو غيرها من الأعراض النفسية.
ما يؤشر على أن الإقبال الكبير على هذه الدكاكين و القنوات ، ساهم بدور كبير في انتشار المشعوذين و الدجالين و الأدعياء الذين يتقنون أساليب النصب و الاحتيال ، على المرضى دون رحمة أو شفقة ، فقد يصل الكشف في الحصة الواحدة 100 درهم ، موزعة بين قراءة سور من القرآن الكريم و بعض القارورات المجهولة المصدر .
هذا فضلا عن محلات بيع الأعشاب الطبية و التي أصبحت تلعب دورا أساسيا في جذب الزبائن ، من حيث اعتمادها على مواصفات عصرية ، في عرض مستحضراتها من الأعشاب ، دون حسيب أو رقيب .
فإذا كانت الفتاوى الدينية ، التي يقدمها البعض ، تثير الكثير من الجدل ، بين رافض و مؤيد ، فما بالك بالطرق التي يسلكها الراقي ، في معالجة المصابين بأعراض المس و السحر : هل هي شرعية أم لا ؟ا هل توافق عليها أهل العلم و الدين أم لا ؟ا هل تجوز شرعا ؟ و ما هي مواصفات الراقي و الضوابط الشرعية في ممارسة المهنة ؟ا أم أنه يكتفي ارتداء الزي الإسلامي مع إطلاق اللحية ، و توزيع منشورات أمام المساجد حتى تكتسب الشرعية و يشرع في إطلاق العنان لنفسه ، ليقول ما يشاء في أمور الدين و الدنيا ، مستغلين في ذلك " الأزمة ّ الروحية التي يمر منها ، جيل اليوم .
الجيل الذي وجد ضالته ، وراء الارتماء في أحضان القنوات الدينية و الروحية ، التي وجدتها فرصة سانحة ، لتمرير وصلات إشهارية و إعلانات مدفوعة الثمن ، مستغلين في ذلك تعطش الكثيرين لمعرفة أمور الدين و الخروج من " الأزمة " الروحية التي أصبحت تعاني منها فئة عريضة من المجتمع ، الذي تنخره عوامل الأمية و الجهل و التخلف و غياب الثقافة العلمية و البحث العلمي عن مؤسساتنا التعليمية ، زد على ذاك ضعف المقروئية و العلاقة العدائية مع الكتاب ، لأمة " إقرأ" ، التي لا تتجاوز 6 دقائق في قراءتها للكتاب في السنة .
الحل هو العلم و التكوين الرصين مع عدم إهمال الجانب العقدي .
،
