مواقف وعبر.. تهديد قريش للرسول صلى الله عليه و سلم «بإغراء»

مواقف وعبر.. تهديد قريش للرسول صلى الله عليه و سلم «بإغراء»

أخبارنا المغربية

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : « اجتمع قريش يوماً فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر ، والكهانة ، والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه؟ فقالوا : ما نعلم أحداً غير عتبة بن ربيعة قالوا : أنت يا أبا الوليد . فأتاه فقال : يا محمد أنت خير أم عبد الله . أنت خير أم عبد المطلب . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع لك ، أما والله ما رأينا سلحة قط اشأم على قومه منك ، فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب . حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً ، وأن في قريش كاهناً ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف .


يا أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً واحداً ، وإن كان نما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوّجك عشراً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » فرغت « قال : نعم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم { حم، تنزيل من الرحمن الرحيم ، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون } حتى بلغ { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود } فقال عتبة : حسبك . . ! ما عندك غير هذا؟ قال : لا . فرجع إلى قريش فقالوا : ما وراءك؟ قال : ما تركت شيئاً أرى أنكم تكلمون به إلا كلمته قالوا : فهل أجابك؟ قال : والذي نصبها بنية ما فهمت شيئاً مما قال ، غير أنه قال { أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } قالوا : ويلك . . ! يكلمك الرجل بالعربية وما تدري ما قال؟ قال : لا . والله ما فهمت شيئاً مما قال غير ذكر الصاعقة » .


وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : « حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان أشد قريش حلماً . قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد؛ يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أموراً لعله أن يقبل منها بعضه ، ويكف عنا؟ قالوا : بلى يا أبا الوليد ، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال له عتبة ، وفيما عرض عليه من المال ، والملك ، وغير ذلك . حتى إذا فرغ عتبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » أفرغت يا أبا الوليد «؟ قال : نعم . قال : » فاستمع مني قال افعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم { حم، تنزيل من الرحمن الرحيم ، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون } فلما سمعها عتبة انصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة ، فسجد فيها ثم قال : سمعت يا أبا الوليد؟ قال : سمعت قال : أنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال : والله إني قد سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة . والله ليكونن لقوله الذي سمعت نبا « .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات