أكثر ما يشغل بال المغاربة هذه الايام "واش غدي نعيدو مع السعودية" ؟ ... الجواب‏

أكثر ما يشغل بال المغاربة هذه الايام "واش غدي نعيدو مع السعودية" ؟ ... الجواب‏
أكثر ما يشغل بال المغاربة هذه الايام "واش غدي نعيدو مع السعودية" ؟ ... الجواب‏

أخبارنا المغربية

عبدالاله بوسحابة : اخبارنا المغربية

في كل سنة يطل علينا فيها شهر رمضان ، أو حينما يقترب رحيله إلا و يطرح نفس السؤال الكلاسيكي المعتاد ، الذي يحمل في طياته معان كثيرة ربما لها وقع و أثر كبير في نفوسنا كمغاربة و مسلمين : " واش كلينا لرمضان راسو … واش غدي نفطرو مع السعودية ؟ " سؤال أو بالأحرى أسئلة عديدة تتبادر إلى ذهن كل مغربي في هذا الوطن الحبيب ، تختزل في كنهها عقدة التفرقة التي جاءت مبادئ الاسلام منافية لها ، فلماذا لا يوحد المسلمون في ربوع العالم مطالعهم ؟ لماذا هذا التباين في المواقف الذي تغذي المصالح السياسية و الاقتصادية و أيضا الاجتماعية ؟

أمام هذا التقدم التكنولوجي الهائل أصبحت الضرورة حتمية في اعتماد وسائل أكثر تطور خلال عملية مراقبة الشهور القمرية , بل إن باب الاجتهاد في هذه المسألة ربما أصبح ضروريا مادام سيقدم للمسلمين خدمة مميزة قد توحد صفوفهم , على الأقل في مسألة الصيام خلال شهر رمضان الأبرك , و أيضا يوم عيدهم , لما لهذا الشهرالكريم من مكانة خاصة في نفوس كل المسلمين , غير ان التباين الواضح و الاختلاف البين في صيام هذا الشهر له أبعاد سياسية أكثر منها إيديولوجية , خاصة في ظل الصراع الدائم بين عدد من الدول الإسلامية الشقيقة ( مع وقف التنفيذ ) , و لا أذل على ذلك الحالة الاستثنائية لدولة ليبيا مثلا أيام الزعيم الراحل معمر القذافي الذي كان يسبق جميع الدول المسلمة بيومين في موقف يبقى غريبا للغاية , و لربما غير مسبوق في تاريخ الدول الإسلامية , و الأمر ذاته بين المغرب و الجزائر , و عدد من الدول الإسلامية المتنافرة , على الرغم من أن الفرق بين هذا الدول من أدناها إلى أقصاها هو بضعت سويعات معدودة ليس إلا , فمثلا بين المغرب و العربية السعودية 3 ساعات , و بين المغرب و الإمارات العربية 4 ساعات … فلا معنى لهذا الشتات الذي أرخى سدوله حتى في أعظم الشهور عند الله , والذي ينبغي ان توحد فيه الكلمة بين المسلمين في مختلف ربوع المعمورة .

و قد كثر الجدل بخصوص إمكانية توحيد شهر الصيام و كافة الشهور القمرية , في إشارة إلى الوحدة الإسلامية , و قد سبق لأحد العلماء التونسيين جزاه الله عنا كل الخير أن قام باختراع جهاز يمكن من رصد الهلال في جميع الحالات المناخية , لكن الفكرة للأسف لم تلقى ترحيبا من أناس يصرون على أن نبقى نحن معشر المسلمين شتى متفرقين , و هنا تطرح مسألة فقهية ربما الإجابة عنها قد تفك رباط هذا اللغز المحير ، و التي نوجهها بدورنا إلى أهل الذكر من العلماء , و هي الاية التي قال فيها المولى عز و جل في محكم كتابه : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه…البقرة الآية 185 ) , ماذا قصد الله عز و جل بقوله ( من رأى منكم ) تم ( فليصمه ) ، عبارتان تحملان دلالات عميقة جدا ، و القضية تحتاج فعلا لمناقشة صريحة بين علماء المسلمين , فلماذا قال الله تعالى ( فليصمه ) و لم يقل ( فصوموا ) , فهل قصد بقوله تعالى ( فليصمه ) أهل ذلك البلد دون البقية من الدول الأخرى ؟ و إذا كان الأمر كذلك فكيف حدد الشرع معالم كل بلد على حدا ( الحدود الجغرافية )؟

لكل ذلك أصبحت مسألة مناقشة هذا الفكرة إلزامية بل و ضرورية حتمية جدا , بغية إزالة كل لبس أو سوء فهم قد يتحول إلى خلاف أو جدال , و ما طرح هذه القضية إلا محاولة لمناقشة فكرة توحيد صفوف المسلمين رغم تباعد المسافات , و أظن أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين , أو تابعيهم أو تابعي تابعيهم ممن صلح من سلف امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , ما كانوا ليتوانوا لو توافرت لديهم كل هذه الإمكانيات المتطورة التي نتوفر عليها نحن اليوم من اجل توحيد ذات البين , فديننا جاء ليرمم كل الصفوف و يوحد كلمتها , و ليس مدعاة للشتات و التفرقة ، تمام كما ينظر إلينا الغرب اليوم كمسلمين متنافرين في ظل الوحدة المطلوبة عرفا و شرعا ، نظرة لن ترتقي إلى نظرة الاحترام و التقدير و قد تفرقت بنا السبل و فرقتنا المصالح و الأهداف .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة