محمد اسليم وعبد الجليل الواسي/ أخبارنا المغربية

فوجئ المصلون بمسجدٍ بتجزئة حي تاشفين بمراكش يوم الجمعة الأخير بشاب وسيم يعتلي المنبر على غير العادة، ليلقي خطبة غير عادية أيضا وبمرجعية وصفها عدد من المصلين بالغريبة، ذلك أن خطيب بالمسجد نفسه يوجد حاليا في إجازة، وكانت مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أوفدت من ينوب عنه الجمعة السابقة، ما لم يتم بالنسبة الجمعة الأخيرة، الشيء الذي فتح المجال لأحد الشبان لأن يقفز الى منبر الخطابة ويلقي خطبة أشاعت البلبلة بين صفوف المصلين.

حيث تناول الشاب موضوعا أثار من خلاله مجموعة من التساؤلات والتشكيكات حول المذهبين السني والشيعي  معتبرا أنه لا بد من البحث لمعرفة الصحيح من الخطأ بين المذهبين وفهم أيضا من خطبته المرتجلة والتي كانت موجزة ولم تتعد مدتها خمس دقائق في الخطبة الأولى ونفس الشيء  كان بالنسبة للخطبة الثانية، ولكنها بعيدة كل البعد عن اهتمامات المغاربة الذين تجمعهم وحدة المذهب.

وفور خروج المصلين سادت لحظات من عدم الفهم لما جرى، وتناسلت التساؤلات حول الشخص وحول توجهه، لتبقى المسؤولية إلى حدود كتابة هذه السطور ضائعة بين الواقفين على تسيير شؤون المسجد وبين مندوبية الأوقاف بمراكش، وعلى السلطات الدينية ألا تسمح بتكرار  تلك الإنزلاقات الخطيرة التي من شأنها أن تغرس الفتنة في شعب آمن وبعيد من أحقاد الطائفية. ولتكون رسالتنا لمندوبية الشؤون الإسلامية وللوزارة مركزيا لإتخاذ المزيد من الحذر إتقاء لإنزلاقات نحن في غنى عنها، وكلنا يعلم خطورة دور الخطيب، وخطورة مخاطبة المئات من المصلين بمستويات ثقافية مختلفة..