أخبارنا المغربية - محمد اسليم

اهتز دوار الغوازي بجماعة الاوداية التابعة لعمالة مراكش خلال الأسبوع الجاري، على وقع حادثة شغل بشعة أودت بحياة عامل يشتغل في معمل غير قانوني للبلاستيك بالدوار المذكور، والذي تعرض لقطع رأسه وطحن جسده بواسطة آلة بمصنع بلاستيك، كما تؤكد ذلك رسالة مفتوحة توصلت بها الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، موجهة للعديد من المسؤولين، حصلت أخبارنا على نسخة منها.

الضحية، أب لـ5 أطفال، هو معيلهم الوحيد إلى جانب والدته المسنة، يشتغل بالمعمل منذ انشائه قبل سنة تقريبا، والذي يشغل 10 عمال في إخلال تام بأدنى شروط السلامة، وفي غياب أي تدبير خاص بالعلاقات الشغلية والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية، حيث يقوم بتشغيل العمال ليلاً ونهاراً، وبـأجور زهيدة، ودون تمتع بأدنى حقوقهم المنصوص عليها في قانون الشغل (الحد الأدنى القانوني للأجر، احتساب الساعات الإضافية، عطلة الراحة الأسبوعية... )، علما أن المصنع كان دائما موضوع احتجاجات ومراسلات وصلت حد اللجوء للقضاء نظرا للاضرار الجسيمة التي ألحقها بالسكان والبيئة، تقول الرسالة.

الجمعية كشفت كذلك أن المسؤولين عن المعمل حاولوا التستر على الحادث، إذ لم يتم إخبار أسرة الضحية بالوفاة رغم قرب سكناها من مكان الفاجعة، إلا بعد نقل جثمان الفقيد إلى مستودع الأموات بمراكش حيث تلقت الأسرة اتصالا حوالي الساعة الثانية من ليلة الاثنين صبيحة الثلاثاء، وبالتالي لم يستطع أفراد عائلته أن يعرفوا كيف مات وأين ومتى ولا كيف جرى نقله إلى مستودع الأموات؟

الجمعية طالبت بإجراء تحقيق قضائي وتحديد المسؤوليات المؤسساتية والفردية وترتيب الآثار القانونية الضرورية، وإنصاف عائلة الضحية وجبر ضررها ماديا ومعنويا، ورفع الضرر عن ساكنة الدوار التي تقدر بحوالي 600 نسمة بما فيه الضرر المجالي، ودعت الجهات المسؤولة للوقوف بقوة الحق والقانون في وجه الراغبين في تدفق الأرباح القذرة وغير المشروعة، والوقوف في وجه الفساد والريع، وفق الرسالة.