بعد فرنسا وألمانيا.. روسيا تحاول إقناع المغرب باقتناء إحدى غواصاتها المتطورة لتعزيز قدراته البحرية
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانتها في سوق الأسلحة الدولية، تواصل روسيا جهودها لإقناع المملكة المغربية باقتناء غواصاتها الحديثة من طراز "أمور-1650"، التي تمثل نسخة تصديرية من الغواصة الروسية من المشروع 677 "لادا"، وذلك في وقت حساس بالنسبة للمملكة التي تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية البحرية.
وتتمثل أهمية هذه الخطوة في محاولة روسيا للتموقع في السوق العسكرية المغربية، الذي كان تقليديا موجها نحو الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حيث اعتادت المملكة منذ فترة طويلة، على تلبية احتياجاتها العسكرية من تلك الدول الكبرى، إلا أن التوجهات الجديدة قد تفتح الباب أمام لاعبين جدد في هذا المجال، وفي مقدمتهم روسيا التي تبذل قصارى جهدها لزيادة حضورها في شمال إفريقيا.
ولا تعتبر غواصة "أمور-1650" مجرد مركبة بحرية متطورة فحسب، بل هي رسالة روسية واضحة، تبين أن موسكو على استعداد لتقديم تقنيات متقدمة وتعاون استراتيجي مستدام مع المملكة المغربية، إذ تتمتع هذه الغواصة بخصائص مميزة، مثل القدرة على العمل لمدة 45 يوما دون الحاجة إلى الدعم الخارجي، وسرعة تصل إلى 20 عقدة، إضافة إلى قدرة حمل طاقم مكون من 18 فردا.
وعلى الرغم من أن روسيا حاولت الترويج لهذا الطراز منذ عام 2000 دون نجاح يذكر، إلا إقناعها للمغرب قد يشكل نقطة تحول حاسمة لصناعة الغواصات الروسية، حيث تعتبر هذه الصفقة بمثابة اختبار حقيقي لقدرة موسكو على اقتحام الأسواق التي كانت مهيمنة عليها دول غربية مثل فرنسا وألمانيا، حيث يعتبر المغرب في هذا السياق بمثابة الحلقة المفقودة في سعي روسيا لتعزيز حضورها العسكري في المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن المغرب لا يملك في الوقت الحالي أي غواصات في أسطوله البحري، في حين أن الجزائر المجاورة تمتلك ستة غواصات، حيث يمثل هذا التفاوت في القدرات البحرية أحد الدوافع الرئيسة وراء رغبة المغرب في تحديث وتطوير قوته البحرية، ما سيمنح المملكة القدرة على سد فجوة استراتيجية هامة، خاصة في مجالات الدفاع البحري في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وفي ظل هذه المستجدات، اتخذ المغرب قرارا حاسما يتعلق بمستقبل قدراته الدفاعية البحرية، حيث تمثل الصفقة مع روسيا فرصة لتوسيع التنوع في مصادر التسلح، من جهة، بينما تثير من جهة أخرى تساؤلات حول التوجهات الجيوسياسية للمغرب في المستقبل.
