الجزيرة الرياضية .. إعلام أم احتكار
أخبارنا المغربية
محمد الزغاري
لقد تعزز المشهد الإعلامي الفضائي بإضافة باقة من القنوات الفضائية العربية تجاوزت المئة قناة عربية خاصة على القمر العربي 'نايل سات' ، في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2011 ، منها قنوات خاصة بالموسيقى والأفلام والأخبار وغيرها ، لكن حديثنا هنا سيكون مسلطا على قناة 'الجزيرة الرياضية الإخبارية' ليس بغية تمييزها أو إشهارها بل لكون باقة الجزيرة تحظى بنوع من إثارة الإنتباه للمواطن العربي.
انطلقت القناة المذكورة يوم الثلاثاء فاتح تشرين الثاني/نونبر 2011 أي بعيد أسبوع من حلول عيد الأضحى السعيد، وتزامنا مع احتفال هذه الباقة على الذكرى 15 لتأسيسها فهذه القناة وحسب موقعها هي : " الجزيرة الرياضية قناة رياضية عربية دولية تبث من دولة قطر، وتعتمد الحياد والموضوعية في الطرح والشفافية والتجرد في عرض وسماع كل الآراء مع توفير التغطية الآنية والصادقة، مستمدةً اسمها وفكرها من اسم الجزيرة ، لتتكامل مع مكونات شبكة الجزيرة. " في حين تتحدد رؤيتها ودائما حسب نفس المصدر " تنطلق الجزيرة الرياضية من رؤية إنسانية عالمية واضحة ومحددة المعالم، مؤداها أن الرياضة لغة عالمية تتجاوز حدود الاختلافات والفروق بين البشر على وجه المعمورة ... " وتتحدد مهمتها في " الجزيرة الرياضية قناة رياضية عربية دولية تتمتع برؤية واضحة وتوجه محدد فيما يختص بالإعلام الرياضي، وتسعى لتبوء دور الريادة في هذا المجال بحيث تصبح المصدر الرئيس لكافة المهتمين بالرياضة من الناطقين باللغة العربية على اختلاف فئاتهم وتباين اهتماماتهم".
لقد حددت هذه القناة معالمها وحدود اشتغالها فهي بالدرجة الأولى تسعى إلى وضع المشاهد العربي في قلب الحدث الرياضي بعيدا عن استغلاله ونقلا عن المصدر ذاته : "وحيث إن البث التلفزيوني، وعلى وجه الخصوص الرياضي منه، محكوم بجملة قواعد وقوانين منظمة للحقوق، فإنه قد نتج عن ذلك تضارب في حقوق البث بين أكثر من جهة في مناطق محددة، كل هذه العوامل أجبرت قناة الجزيرة الرياضية على التعامل مع التشفير الذي بات واقعاً لا يمكن تجاوزه. فالتشفير ليس هو خيارنا الأول كما أنه ليس بالخيار الأمثل، ولن نستخدم التشفير لاستغلال المشاهد ولن يكون التشفير في قناة الجزيرة الرياضية على حساب المشاهد، ولن تكون العلاقة معه إلا في إطار المصلحة المتبادلة" .
لكن كما يقول المثل الشهير 'تجري الرياح بما لا تشتهي السفن' ، ولن ننكر الماضي فالمشاهد العربي ومنه المغربي كان يعاني الأمرين أثناء تتبعه لمياريات كرة القدم [ليس دوريات الأندية] أقصد البطولات القارية و وكأس العالم لكرة القدم ليس بالبعيد عنا فلقد مرت سنة 2010 بتتويج اسبانيا ، لكن مباريات كرة القدم لم يستمتع بها المشاهد فقناة الجزيرة كانت تنفرد بالبث غالبا في منطقة الشرق الأوسط ، ولن نقول بأن هذا الإنفراد يخرق القانون بل من الناحية الأخلاقية هو إجحاف وأشبه بجدار برلين أمام مشاهدة مباريات كرة القدم ، لكننا على بعد أقل من شهرين لسنة 2012 وهذه السنة تحمل كأسا قاريا جديدا وباعتبار المغرب من الدول التي تأهلت لهذا الكأس فلن نخفي تخوفنا ، فهل سيشاهد المواطن المغربي مباريات معدودة على رؤوس أصابع اليد الواحدة ؟ هل ستنتهج قناة الجزيرة وطبقا لقانون نقل المباريات نفس المسار السابق فحينذ سيكون المثل المصري الذي يقول 'عادت ريمة لعادتها القديمة' هو المتكلم ، ولذا يجب أن أن يكون الرهان ليس للمشاهد بل معه .
