لاعبو نيجيريا يقاطعون التدريبات بعد يوم على جدل ظروف إقامتهم في الرباط

شهد معسكر المنتخب النيجيري بالمغرب تطورا مفاجئا أربك استعداداته للمواجهة الحاسمة أمام الغابون، بعدما قرر اللاعبون والطاقم التقني مقاطعة التدريبات بسبب مستحقات مالية عالقة منذ نحو عامين، وذلك بعد ساعات قليلة من الجدل الذي أثاره مقطع فيديو قصير نشره الدولي أليكس إيووبي حول ظروف الإقامة في الرباط، حيث ووفق معطيات قادمة من بعثة “النسور الخضر”، فإن اللاعبين رفضوا دخول الحصة التدريبية المبرمجة الثلاثاء، احتجاجا على عدم توصلهم بعلاوات ومكافآت تعود إلى سنة 2023، ما أعاد إلى الواجهة أزمة مالية ظلت تطارد المنتخب النيجيري في أكثر من مناسبة.

وأكد الصحفي الرياضي النيجيري الشهير “بوجا”، الخبر عبر منشور على منصة "إكس"، مشيرا إلى أن الوضع ينذر بتعميق التوتر داخل المعسكر، في وقت يحتاج فيه المنتخب إلى تركيز كامل قبل خوض مباراة مصيرية في تصفيات كأس العالم، معتبرا أن ما يجري يعكس فشل الاتحاد النيجيري لكرة القدم في تدبير ملف المستحقات المالية، وهو ما أثار غضب الجماهير التي عبرت عن استيائها من استمرار الفوضى التي تحيط بالمنتخب.

ووفق مصادر مقربة من بعثة المنتخب، افتتح “السوبر إيغلز” معسكرهم في الرباط يوم الأحد، مع التحاق لاعبين من بينهم كالفين باسي وصامويل تشوكويزي وتولو أروكوداري وأولاكونلي أولوسيغون، وسط آمال برفع منسوب الجاهزية قبل مواجهة الغابون، غير أن مقاطعة التدريبات بعثت برسالة واضحة مفادها أن الأزمة تجاوزت حدود الجانب التقني، وأضحت تعبيرا عن تراكمات مالية وتنظيمية أثرت على معنويات اللاعبين في وقت حساس.

ولم يصدر الاتحاد النيجيري لكرة القدم حتى ساعة إعداد هذا المقال، أي بيان رسمي يوضح موقفه من احتجاج اللاعبين أو يحدد موعد تسوية المستحقات المتأخرة، ما فتح الباب أمام التكهنات حول قدرة المنتخب على استعادة هدوئه قبل مباراة الخميس في الرباط، والتي سيحدد الفوز فيها هوية المنتخب المتأهل إلى الملحق الإفريقي النهائي لمواجهة الكاميرون أو الكونغو الديمقراطية.

ويبدو أن إصرار اللاعبين على الحصول على حقوقهم المالية، مقابل صمت الاتحاد، جعل مستقبل “النسور الخضر” في التصفيات معلقا، خصوصا مع تراجع الروح المعنوية داخل المعسكر، حيث وبين أزمة مستحقات لم تحل وفيديو أثار ضجة واسعة، يجد المنتخب النيجيري نفسه اليوم في قلب عاصفة قد تعصف بآماله في العودة إلى كأس العالم، إذا لم يتدارك المسؤولون الوضع قبل فوات الأوان.