هل تخدعنا الأغاني؟ الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الموسيقى دون استئذان

هل تخدعنا الأغاني؟ الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الموسيقى دون استئذان

أخبارنا المغربية - وكالات

أثار انتشار الأغاني الجديدة التي تلتصق بأذهان المستمعين تساؤلات حقيقية حول مصدرها، خاصة بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي لاعباً أساسياً في صناعة الموسيقى. ومع غياب الأداء الحي ووجود الفنان على المنصات الاجتماعية، بدأ كثيرون يشكّون في أن بعض هذه الأغاني لم تُكتب أو تُغنَّ بأيدٍ بشرية، بل أنتجها خوارزم ذكي خلف الكواليس.

أظهر استطلاع حديث أن 97% من المشاركين لم يتمكنوا من التمييز بين أغنية بشرية وأخرى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وبالرغم من ذلك، يرى الخبراء أن هناك علامات تكشف هذا الخداع الموسيقي، أبرزها غياب الروح العاطفية، والتكرار الكبير في الكلمات والنهايات غير المُرضية، إضافة إلى الصوت المثالي الذي يخلو من العيوب الطبيعية في الغناء البشري.

في المقابل، لا يُستخدم الذكاء الاصطناعي فقط لإنتاج الموسيقى بشكل مستقل، بل بات أداة يستخدمها فنانون حقيقيون لتطوير أعمالهم. فرقة البيتلز، مثلاً، استعانت بالتعلم الآلي لاستعادة صوت جون لينون في أغنية حديثة، فيما أطلقت الفنانة إيموجين هيب أغنية بصوت يحاكي غنائها عبر نموذج ذكي صمّمته بنفسها، مؤكدة على أهمية الحفاظ على "الصلة الإنسانية" في كل تجربة موسيقية.

ورغم غياب تشريعات واضحة تُلزم منصات البث بالإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي، بدأت بعض الخطوات نحو الشفافية. فقد طوّرت Deezer أداة لتحديد الأغاني المنتجة آلياً، كاشفة أن 34% من محتوى منصتها هذا العام من صنع الخوارزميات. كما دعمت Spotify نظاماً يُظهر للمستمعين مدى تدخل الذكاء الاصطناعي في إنتاج كل أغنية.

ومع ذلك، يختلف المستمعون حول أهمية معرفة مصدر الأغنية. فبينما يرى البعض أن التجربة الموسيقية تتجاوز من كتب أو غنّى، يُطالب آخرون بالشفافية والحق في الاختيار. أما الخبراء، فيجمعون على أن الذكاء الاصطناعي قد ينجح في محاكاة الإبداع، لكنه لا يزال عاجزاً عن خلق العمق الإنساني الذي يجعل من الموسيقى لحظة شعورية خالدة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات