روبوت "تروفادور": عنكبوت ذكي يعيد الحياة لغابات البرتغال المحترقة

روبوت "تروفادور": عنكبوت ذكي يعيد الحياة لغابات البرتغال المحترقة

أخبارنا المغربية - وكالات

ابتكر شابان برتغاليان يبلغان من العمر 19 عاماً روبوتاً مبتكراً على شكل عنكبوت، يحمل اسم "تروفادور"، ويهدف إلى إعادة تشجير المناطق المتضررة من حرائق الغابات، بما في ذلك التضاريس شديدة الانحدار التي يصعب على البشر والآلات التقليدية الوصول إليها. ويُعد هذا الابتكار مثالاً لدمج الذكاء الاصطناعي مع الاستدامة البيئية، انطلاقاً من تجارب شخصية للطالبين مارتا برناردينو وسيباستياو ميندونسا اللذين تأثرا بحرائق اندلعت قرب منازلهما خارج لشبونة.

وتواجه البرتغال منذ عقود تحديات كبيرة بفعل حرائق الغابات، إذ تفيد دراسة صادرة عن جامعة لشبونة أن البلاد فقدت أكثر من 1.2 مليون فدان من الغابات بين عامي 1980 و2023، ما يمثل 54% من أراضيها. وقد زادت الحاجة إلى حلول مبتكرة بعد أن أظهرت الكوارث المتكررة، مثل حرائق عام 2017، محدودية الوسائل التقليدية في المناطق الوعرة والمعزولة.

بدأ المشروع في عام 2023 بنموذج أولي بلغت كلفته 15 يورو فقط، وصُنع باستخدام أجزاء مُعاد تدويرها. وتمكن هذا الروبوت من زراعة الشتلات بسرعة تفوق اليد البشرية بنسبة 28%، مع معدل بقاء يصل إلى 90% دون الحاجة إلى رعاية لاحقة، ما جعله منافساً قوياً للطرق التقليدية. وقد تم تطوير نسخة جديدة أكثر صلابة قادرة على العمل على منحدرات تصل إلى 45 درجة دون التسبب بتلف في التربة.

ويستخدم "تروفادور" كاميرا عمق لرسم خريطة للعوائق في طريقه، كما يعتمد على نظام ذكاء اصطناعي لتحليل درجة حموضة التربة ورطوبتها قبل الشروع في عملية الزراعة، التي تمر بثلاث خطوات: الحفر، وضع الشتلة، وتربيتها. وتُظهر النتائج أن الروبوت يتفوق على الطائرات بدون طيار، التي غالباً ما تنثر البذور بكثافة ودقة منخفضة، بينما يستطيع "تروفادور" زراعة حتى 200 شتلة في الساعة بدقة عالية، مع تحميل بيانات الموقع والتربة على السحابة للمراقبة عن بُعد.

ويتطلع الفريق المطور إلى تحديث النظام ليتمكن مستقبلاً من تجنب المناطق الجافة والتركيز على التربة ذات الإمكانات العالية للنمو، ما يعزز جهود إعادة الغطاء النباتي في البرتغال، ويقدّم نموذجاً عملياً لكيفية توظيف التكنولوجيا لخدمة البيئة في مواجهة تحديات تغيّر المناخ.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات