ثورة في الفضاء: كيف يقود الذكاء الاصطناعي سباق الدفع النووي بين الكواكب؟
أخبارنا المغربية - وكالات
تحوّل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة برمجية إلى عنصر حاسم في مستقبل الفضاء، معززاً تقنيات الدفع المتقدمة التي من شأنها أن تنقل الصواريخ والمركبات الفضائية إلى ما وراء النظام الشمسي، في وقتٍ تتسابق فيه وكالات الفضاء والشركات الخاصة على إطلاق مئات المهام سنوياً.
وبحسب ما نشره موقع Space، فإن فرقاً من المهندسين والباحثين يستخدمون تقنيات "التعلم المعزز"، وهو فرع من الذكاء الاصطناعي، لتطوير أنظمة دفع ذكية قادرة على اتخاذ قرارات لحظية وتحسين أدائها خلال الرحلة الفضائية. هذا النمط من التعلم يُشبه "لعب الشطرنج" المتكرر، حيث تكتسب الأنظمة خبرة بديهية عبر التجربة المتواصلة، ما يسمح بتحسين أداء الصواريخ في بيئات متغيرة وصعبة.
تُظهر التطبيقات الحديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يُعيد تشكيل تصميم محركات الدفع من خلال اختيار المواد الأنسب، وتحسين نقل الحرارة داخل المفاعل، وتقديم حلول هندسية لم يكن من الممكن التوصّل إليها من خلال الطرق التقليدية. وقد ساعد هذا النوع من التحليل على إنجاز تصميمات خلال أشهر فقط، بدلاً من سنوات من التجريب البشري المكلف.
ومن أبرز آفاق التطوير أنظمة الدفع النووي، خصوصاً تلك المعتمدة على الانشطار والاندماج النووي. وبينما يُعتبر الانشطار تقنياً أكثر نضجاً وقد تم اختباره سابقاً في برامج مثل "NERVA"، فإن الاندماج النووي ما يزال الحلم الأكبر، نظرًا لقدرته على تقليص أزمنة الرحلات إلى الكواكب البعيدة. إلا أن التحدي في هذا المسار يكمن في التحكم اللحظي في بلازما شديدة الطاقة، وهي مهمة معقدة يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضطلع بها بشكل أكثر دقة من البشر، من خلال ضبط الحقول المغناطيسية في الوقت الفعلي.
ولا يتوقف الدور عند التصميم أو التحكّم داخل المحركات، بل يمتد إلى إدارة الوقود أثناء الرحلات، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالاستهلاك، والتكيّف مع السيناريوهات الطارئة، وتخطيط المسارات الأفضل، خصوصاً في المهام العسكرية أو الاستكشافية ذات الأهداف المتغيرة باستمرار.
تُظهر تقنيات مثل "قمر LM400 الصناعي" من لوكهيد مارتن، القدرة على الاستجابة الذكية للمتغيرات الجيوسياسية والعلمية، وهو اتجاه يتعزّز مع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على تحويل المركبات الفضائية إلى كيانات تتكيف مع الظروف لحظياً.
وبينما غيّرت السيارات والطائرات مفهوم التنقل البشري على الأرض، فإن الذكاء الاصطناعي—لا سيما في مجاله التعلمي المعزز—قد يصبح الركيزة الأساسية للقفزة الكبرى نحو التنقل بين الكواكب، جاعلاً من السفر الكوني تجربة أكثر أماناً، وأقل تكلفة، وأسرع من أي وقت مضى.
