"البرق في زجاجة" يتحوّل إلى واقع بصري: يوتيوبر يُجسد المفهوم عبر فيزياء الإلكترونات
أخبارنا المغربية - وكالات
في تجربة فريدة من نوعها، نجح يوتيوبر يُدعى "Electron Impressions" في تحويل عبارة "البرق في زجاجة" من مجرد تعبير مجازي إلى مشهد بصري حقيقي يحبس الأنفاس، باستخدام فيزياء الجسيمات وتقنيات فنية معقدة.
استعان إمبريشنز بمُسرّع جسيمات لإطلاق إلكترونات عالية الطاقة داخل أسطوانة شفافة مصنوعة من الأكريليك، لتشكيل ما يُعرف باسم أشكال ليشتنبرغ ثلاثية الأبعاد — وهي أنماط كهربائية متفرعة تُشبه ضربات البرق المحبوسة داخل الزجاج.
هذه الأشكال كانت تُنفذ سابقًا على صفائح أو كتل مسطحة فقط، لكن هذه التجربة تُعد أولى الخطوات الناجحة نحو توليدها داخل أجسام أسطوانية كاملة، مما يجعل النتيجة أقرب إلى تجسيد ثلاثي الأبعاد للطاقة المحبوسة.
عند اختراق شعاع الإلكترونات لمادة الأكريليك، تتراكم شحنة كهربائية في طبقاتها الداخلية. ويتم لاحقاً تفريغ هذه الشحنة بعنف، محدثة شقوقاً ميكروسكوبية داخل المادة على شكل فروع متشابكة تُحاكي مسار انهيار العزل الكهربائي، فتظهر الأنماط البرقية المضيئة وكأنها محبوسة داخل الزجاجة.
أوضح إمبريشنز أن توزيع الشحنة داخل أسطوانة يختلف كليًا عن توزيعه في لوحة مسطحة. ففي الأسطح المسطحة، تتركز الشحنة تلقائيًا نحو المركز. أما في الأسطوانة، فإن التعرض لشعاع إلكترونات من جانب واحد يُنتج نمطاً غير متوازن ومشوشاً. لتفادي ذلك، قام بتدوير الأسطوانة بسرعة 150 دورة في الدقيقة أثناء تعرّضها للشعاع، مما سمح بتوزيع الشحنة من جميع الاتجاهات بشكل منتظم ومتجانس.
تُجسد هذه التجربة تقاطعاً مدهشاً بين الفيزياء والفن، حيث تخرج المفاهيم العلمية المعقدة من المختبر إلى عالم الإدراك البصري، محققة ما يُشبه السحر العلمي. بهذا الأسلوب، لا يُقدم Electron Impressions مجرد محتوى تعليمي، بل يحوّل العلم إلى منحوتة بصرية نابضة بالحياة، تعيد تعريف علاقتنا بالمفاهيم الفيزيائية التي نعرفها فقط نظريًا.
إنها فعلاً لحظة برق حقيقية محبوسة داخل زجاجة—ليس كاستعارة، بل كتحفة فنية مشعة بالطاقة.
