آخر تطورات الأوضاع بمخيمات تندوف.. جنود جزائريون يقتلون صحراويين عزل ودعوات للتوجه نحو المغرب

في واقعة دامية جديدة تكشف الوجه الحقيقي للمعاناة التي يعيشها المدنيون بمخيمات تندوف، اهتزت المنطقة، أمس، على وقع صدام عنيف بين سكان المخيمات وعناصر من الجيش الجزائري، بعدما أقدم الجنود على قتل عدد من المدنيين بطريقة وصفت بـ"الوحشية".

المواجهات اندلعت بالقرب من منجم غار جبيلات، جنوب شرق تندوف، حيث أكدت تقارير محلية مصرع رجل يدعى "سيد أحمد بلعلي"، وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم ثلاثة في حالة حرجة.

وانتشر مقطع فيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر حالة الغضب العارمة وسط المحتجين الذين نددوا بالجريمة النكراء، مهددين باللجوء إلى المغرب، بعد أن ضاقوا ذرعاً بسوء المعاملة والتهميش، ويُسمع أحد المدنيين وهو يصرخ في وجه الجنود الجزائريين: "بغيتونا نمشيو للمغرب؟ راكم كتقتلوا ولادنا بدم بارد!"، ليرد عليه جندي جزائري ببرود: "سير!"

ورغم خطورة الحادث، لم تحرك السلطات الجزائرية ساكناً، كما تجاهلته وسائل الإعلام المحلية، ما جرّ عليها موجة انتقادات واسعة، وسط مطالب بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجريمة.

التحليل السياسي لم يتأخر، حيث عبّر المحلل الجزائري المقيم بالمغرب، وليد كبير، عن صدمته من الحادث، ووجّه رسالة مفتوحة إلى عضو الكونغرس الأمريكي "جو ويلسون" عبر منصة "إكس"، وصف فيها ما حدث بأنه "جريمة تفضح الواقع الكارثي لمخيمات تندوف، حيث تُسلب الحقوق ويُمنع الناس من التعبير عن آرائهم أو العودة الطوعية إلى وطنهم الأم."

وأضاف كبير: "ما يقع في تندوف انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ولكل القيم الكونية للحرية والكرامة." ودعا النائب الأمريكي إلى الضغط من أجل فتح المخيمات أمام المنظمات الدولية ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات.

وتُعرف مخيمات تندوف، الخاضعة لسيطرة جبهة "البوليساريو" وبدعم مباشر من النظام الجزائري، بسجل أسود من الانتهاكات الحقوقية، تشمل القمع، الاعتقالات التعسفية، والتضييق على الحريات، حيث يُمنع سكان المخيمات من التنقل بحرية أو التعبير عن آرائهم.