فضيحة مدوية تهز الجزائر.. تعليمات رسمية صارمة لأساتذة "التاريخ" تجبرهم على التزام الصمت

فضيحة مدوية تهز الجزائر.. تعليمات رسمية صارمة لأساتذة "التاريخ" تجبرهم على التزام الصمت

أخبارنا المغربية - عبد الإله بوسحابة

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية بالجزائر، أصدرت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف تعليمة داخلية تقضي بمنع أساتذة قسم التاريخ من الإدلاء بأي تصريحات أو إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية دون الحصول على ترخيص مسبق من الإدارة.

 الوثيقة المؤرخة في 8 ماي 2025 تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفت بأنها تمثل سابقة خطيرة في التضييق على حرية الفكر والبحث داخل الجامعات الجزائرية.

الصحفي والمعارض الجزائري "وليد كبير" كان من أوائل من علّقوا على الوثيقة، حيث نشر تدوينة نارية عبر حسابه الخاص على الفيسبوك، اعتبر فيها أن التعليمة أقرب إلى بيان صادر عن جهاز أمني منها إلى مذكرة جامعية صادرة عن مؤسسة يفترض أن تكرّس حرية التعبير والنقاش العلمي. وذهب "كبير" إلى وصف هذه الخطوة بأنها مؤشر على مرحلة متقدمة من تكميم الأفواه، وتحويل الجامعة إلى فضاء خاضع لمنطق بوليسي يراقب الفكر ويكمم الأصوات.

ولم يقتصر انتقاد "كبير" على مضمون الوثيقة، بل شمل شكلها أيضًا، معتبرًا أن العنوان المطبوع في أعلى الصفحة والذي جمع بين الإنجليزية والفرنسية يعكس أزمة هوية عميقة وتخبّطًا إداريًا صارخًا، متسائلًا إن كانت الجزائر تملك فعلًا وزارة تعليم عالٍ مستقلة، أم أن إداراتها لا تزال غارقة في إرث المستعمر وعبث الحداثة المغشوشة.

وفي قراءته للسياق الذي جاءت فيه هذه التعليمة، أشار "وليد كبير" إلى أنها تندرج ضمن حملة شرسة يقودها نظام الكابرانات ضد كل من يحاول الخروج عن الرواية الرسمية للتاريخ. واستدل بحالات سابقة، منها سجن الروائي "بوعلام صنصال" بسبب تصريح تاريخي يخص الأراضي المغربية التي ألحقت بالجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي، واعتقال المؤرخ "محمد الأمين بلغيث" في سياق وصفه بـ"اللعبة المخابراتية"، بالإضافة إلى إصدار مذكرتي توقيف دوليتين ضد الكاتب "كمال داوود" بعد مقالاته حول العشرية السوداء ودور الدولة العميقة فيها.

الوثيقة الجامعية لم تكتف بمنع التصريحات، بل حذّرت بشكل صريح من أن كل من يخالف هذه التعليمة يعرض نفسه لإجراءات تأديبية، ما أعاد إلى الأذهان صورة الجامعة كمؤسسة عقابية لا أكاديمية. واختتم "وليد كبير" تدوينته بالتأكيد على أن النظام يكمّل حلقة الرعب: الصحفي يُطارد، الكاتب يُسجن، المؤرخ يُسكت، والأستاذ يُهدد، لأن الحقيقة، في جزائر اليوم، تحوّلت إلى جريمة لا تُغتفر.


عدد التعليقات (7 تعليق)

1

جاد الصواب

الكبرانات الحمقى

يجب عليكم ان تمنعوا اساتدة الجغرافية كدالك ربما يقولون ان الجزاءر عبارة عن اخدود ليس الا. باستثناء القسم الشمالى من البلاد المعروف بجزاءر بني عبد الواد /المغرب الاوسط ماعدا دالك فليس هناك شيء يقال له الجزاءر حتى لما دخل الإستعمار الفرنسي فالكلمة لم تظهر حتى ر1878

2025/05/10 - 04:18
2

الكبرانات في مازق حقيقي

التاريخ لايرحم مهما زورته

هل تفهمون اليوم لماذا المغرب . لا يتدخل . رغم ما يقوله خونة الداخل . وبعض المتشدقين بحقوق الانسان . انه عمل تكتيكي . لتوجيه الصفعات للكبرانات . في الهيئات الاممية خاصة . وان المغرب يترأس مجلس حقوق الانسان . اليوم وكما نرى الكبرانات في مأزق . حقيفي . لان تاريخهم مهين . ويفضح كل التزوير والكذب الذي طالما . اعتمدوه لالهاء. المبردعين من الكراغلة . لكن التاريخ لايرحم . والحاضر ايضا . الكبرانات افلسوا اخلاقيا وسياسيا واجتماعيا . واقتصاديا . والسقوط نهايتهم لا محالة

2025/05/10 - 05:02
3

محسن

تاريخ البياطرة

هذا العمل يحصل لأول مرة في تاريخ البشرية. وبما أن الجزائر لا تاريخ لها أصلاً وتعيش في عالم آخر فقد خافت أن يخرج أحد البياطرة من بياطرة التاريخ عندها و لا تاريخ لا هوية عند الجزائر."يزبَّلْها" كما عودونا داءما.

2025/05/10 - 07:09
4

متقاعد

التاريخ

وهل هناك أصلا مؤرخين في زريبة الجزاءر ؟؟؟ هناك مطبلين لنظريات وتوجهات وتعليمات نظام الكابرانات الذي تسلط على الشعب منذ حصول هذا البلد على الاستقلال من طرف ماما فرنسا بعد استفتاء شعبي عبرت فيه الأغلبية العظمى على بقاء فرنسا ...لكن هذه الأخيرة ارتأت الخروج وترك كابراناتها المخلصين ..اما مقولة مليون شهيد فهي جملة ذكرها عبد الناصر في حضور بن بلة واتخذخا الكراغلة والكابرانات شعارا وهو خال من الصحة

2025/05/10 - 07:32
5

كريم

الحقيقة

نظام يخاف من التاريخ ، يخاف من الهوية ، يخاف من الفضيحة ، يمارس الإرهاب الفكري كما مارس ويمارس الإرهاب السياسي والعسكري

2025/05/10 - 10:34
6

Ezzeddin

نشر الفتنة

يجب ان يكون القرار صريح لاساتدة التاريخ الدين يزورون التاريخ لغرض الفتنة بين اطياف الشعب الجزاءري وخاصة المغتربين منهم بدعم دول خارجية مصلحتها في زرع الفتنة والشقاق

2025/05/11 - 01:14
7

ثريا

تزوير التاريخ

الكابرانات لا يفكرون بهذا العمق هو فقط خوفهم من أن يفضح تزويرهم للتاريخ مع المغرب وكي يضل الشعب الجزائري مبردعا فكلما أرادو شرا بالمغرب ينقلب عليهم

2025/05/11 - 06:48
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات