فرنسا تفاجئ الـ"ماك" بمنع إعلان استقلال "القبائل" على أراضيها ومحللون يربطون القرار بضغوط جزائرية

فرنسا تفاجئ الـ"ماك" بمنع إعلان استقلال "القبائل" على أراضيها ومحللون يربطون القرار بضغوط جزائرية

أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة

أصدرت محافظة "إيفلين" الفرنسية، قرارًا يقضي بمنع تنظيم فعالية احتفالية كانت حركة حركة تقرير مصير القبائل، المعروفة اختصارا بـ"الماك"، تعتزم خلالها الإعلان عن استقلال منطقة القبائل عن الجزائر، والتي كانت مقررة اليوم الأحد 14 دجنبر الجاري. وجاء القرار بحظر جميع التجمعات الاحتفالية ذات الطابع الموسيقي غير المصرح بها، ومنع حركة أي مركبة تحمل معدات صوتية خلال الفترة من 12 إلى 15 ديسمبر.

وارتباطا بالموضوع، أوضحت السلطات المحلية أن القرار جاء استنادًا إلى تقييم للمخاطر المحتملة المرتبطة بالنظام العام، وما قد ينجم عن تنظيم هذه التظاهرة من توترات أو مواجهات، سيما في ظل الحساسية الشديدة التي تطبع الموضوع وتداعياته السياسية والأمنية. وذكرت حيثيات القرار أيضًا التجمعات السابقة غير المصرح بها التي استدعت تدخل القوات الأمنية، بما في ذلك فعاليات موسيقية في أكتوبر ونوفمبر 2025، والتي أثبتت حاجة السلطات إلى التدخل لضمان الأمن والنظام العام.

لكن عددا من المحللين السياسيين يرون أن القرار يتجاوز البعد الأمني، معتبرين أن الهدف الأساسي كان تجنب أي توتر دبلوماسي مع الجزائر، إذ يُنظر إلى إعلان استقلال القبائل على الأراضي الفرنسية على أنه خطوة سياسية حساسة قد تُفسّر من الجانب الجزائري على أنها اعتراف ضمني بحركة (انفصالية)، ما قد يضر بالعلاقات الثنائية بين باريس والجزائر.

وفي ردها على القرار، أعلنت حركة "الماك" رفضها له، واعتبرت أنه تضييق على حرية التعبير والتجمع، مؤكدة عزمها الطعن فيه أمام الجهات القضائية المختصة. كما كشفت الحركة عن نيتها الإبقاء على موعد إعلان ما تسميه "استقلال منطقة القبائل"، ولكن عبر صيغة بديلة لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد.

ومعلوم أن حركة "الماك" كانت قد تأسست سنة 2001 بعد أحداث "الربيع الأسود" في منطقة القبائل، وتهدف إلى الاستقلال عن الجزائر. غير أن الجزائر تعتبرها منظمة إرهابية، بينما تصفها منظمات حقوقية دولية بأنها حركة سلمية تسعى لممارسة حق تقرير المصير.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات