ديالا أبي زيد
تحدث آلاف الوفيات كل عام بسبب انعكاسات أدوية مختلفة، وأكثر من 40 في المائة من تلك الوفيات سببها سوء استخدام المضادات الحيوية.
وتعلو أصوات محذرة كل عام على أبواب فصل الشتاء، ومع انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال، من سوء استخدام المضادات الحيوية بعشوائية كبيرة.
وفي الولايات المتحدة، قدّرت وصفات المضادات الحيوية غيرِ الضرورية بعشرة ملايين وصفة سنويا.
وفي الصين، سبّب سوء استخدام المضادات الحيوية بإصابة مليون طفل بالصمم.
ودرس باحثون أمريكيون عينة من 65 ألف زيارة إلى عيادات خارجية في مستشفيات الأطفال، وتبين أن الأطباء يصفون مضادات حيوية لحالة من كل خمس حالات, وأن غالبية الحالات التي توصف لها المضادات الحيوية هي لأطفال يعانون التهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي.
غير أن أكثر من ربع الوصفات أُعطيت لأطفال يعانون مشاكل لا تستدعي مضادات حيوية مثل الالتهاب الشُعَبي والانفلونزا والربو والحساسية.
ويحذر الخبراء من أن وصف المضادات الحيوية لأطفال ليسوا بحاجة لها يعزِّز من خطر العدوى المقاوِمة للمضادات عند الأطفال أنفسهم والمجتمعِ ككل، ما يجعل الطفل في النهاية أكثر عرضة لبكتيريا تحصنت ضد المضادات الحيوية.

مواطن مغربي
| الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية ينشط الجراثيم ||| يلجأ الكثير من الناس عند الاصابة باي التهاب الى تناول المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب، ولمدة طويلة في بعض الاحيان لاعتقادهم ان ذلك سوف يقضي على مسبب الالتهابات تماما، خاصة عندما يتعلق الامر بالتهاب في اللوز او الاسنان، وهذا يسمى باللغة الطبية الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية وله انعكاسات سلبية جدا منها حدوث سلالات جديدة من الجراثيم لا يمكن لاي من المضادات الحيوية ان يستأصلها. واذا تمكن المضاد الحيوي من القضاء على 99 في المائة من الجراثيم المسببة لمرض ما، فان النسبة المتبقية من الجراثيم حتى ولو كانت 1 في المائة فانها سوف تنتج سلالات جديدة اخرى لا تتأثر بذلك المضاد. والاسوأ من ذلك كله ان هذه الجراثيم قد تقوي المناعة ضد الدواء لأنواع أخرى من الجراثيم في الجسم، ما يعني عدم شفاء المريض بل وانتكاس وضعه. والمعروف ان اول مضاد حيوي استخدم في العالم هو البنسلين، بعدها تم اكتشاف الكثير من المضادات الحيوية التي أصبح عددها يفوق المائة، الامر الذي ترتب عليه انخفاض ملحوظ في معدل الوفيات الناجمة عن الالتهابات، لكن في نفس الوقت قد تسبب الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، لا سيما تلك المشتقة من البنسلين او مركبات السلفا، حساسية تصل الى درجة الخطر الفتاك، لذا لا بد من غجراء اختبار الحساسية على المضادات قبل استخدامها. وتكرار استخدام المضادات الحيوية الذي سبق ان تحسس منها المريض قد يصيبه بصدمة حساسية تبدأ أعراضها سريعا بظهور طفح جلدي يعقبه اختناق وضيق في التنفس، ثم اخفاق في الدورة الدموية، وربما تحدث الوفاة ما لم يتدخل الطبيب بسرعة لتوفير الرعاية اللازمة للمريض من أدوية مضادة للحساسية وتنفس اصطناعي ( اوكسيجين ) ومحاليل تعطى في الوريد كي يكون تأثيرها سريعا. لكن في حالة استفادة المريض من المضاد الحيوية يحذر الاطباء الاحتفاظ بعبواته بهدف اعادة استعمالها مرة اخرى في حالة رجوع المرض، كما يجب على المريض عدم العودة الى نفس العلاج بعد فترة انقطاع فقد تتشابه الاعراض لكن يكون المرض مختلفا. من جانب آخر يتحدث الطب عن الاستخفاف في تناول المضادات الحيوية، فاذا ما اعطي طبيب مريضا مصابا على سبيل المثال بنزلة صدرية او التهابات معوية مضادا حيويا عليه تناوله بالكامل، واذا ما اضطر الى ايقافه لاسبابه منها تردي حالته، يجب اخطار الطبيب قبل ذلك ، لان التوقف بشكل مفاجئ عن تناول المضادات له عواقبه وقد يشكل صدمة للجسم لا يمكنه تحملها.