اختصاصي يحذر: أدوية منتشرة في مواقع التواصل قد تدمّر الحياة الجنسية للرجل

المغربي جلال جيد حكما لمباراة أوغندا وتنزانيا بملعب المدينة

موتسيبي حاضر ملعب المدينة لمتابعة مباراة أوغندا وتنزانيا

حضور جماهيري في مباراة أوغندا وتنزانيا بملعب المدينة بالرباط

أمطار الخير تتساقط على منطقة أمسكرود ضواحي أكادير وتنعش الفرشة المائية

الصحفي التونسي صاحب تصريح "الضو مكاينش" ناشط مع الجماهير التونسية في فاس

كاتب مصري يكتب : كيف تخلص المغاربة من " عقدة الخواجة " ؟

كاتب مصري يكتب : كيف  تخلص المغاربة من  " عقدة الخواجة " ؟

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية : * محمد بركة من بروكسل   

"عقدة الاجنبي" أو " عقدة الخواجة " وفق التعبير المصري الشهير ، يقصد به إحساس خفي  بالدونية يتملك أبناء المشرق العربي تاريخياً في تعاملهم مع كل ما هو غربي . نتكالب على منتجات الآخر الأوربي  . نتعاطى ثقافته و فنونه و آدابه .نقف ببابه ، نتمسح به ، لعل يرضى و يمنحنا بركته و يتفضل علينا بشيء من ملامح هويته . هو المتفوق ، المتقدم ، و نحن مستعمراته السابقة التي تحن إلى الزمن التبعية للرجل الأبيض صاحب القبعة و الوصفة السحرية للنهضة الشاملة . 

     هذه العقدة النفسية تكشف عن نفسها ببساطة حين تجد أحدهم يشير بزهو إلى بضاعته باعتبارها مستوردة من " بلاد بره " . و إذا أراد أحد ما أن يفحمك في جدال قال لك و كأنه يسدد لك الضربة القاضية : ألا تعرف أنهم في أوروبا و الدول المتقدمة يفعلون ذلك ؟ لم تعد المشكلة تقتصر إذن على  النخبة الثقافية  التي تتبنى مغمضة العينين كل ما تقذف به  الشواطئ الأوربية و إنما امتدت إلى  رجل الشارع .يبدأ قوس التبعية  بالموضة و الأزياء و الديكور ولا ينتهي عند  خطط الإصلاح الاقتصادي.


    في بروكسل التي حللت بها موفداً من صحيفة الأهرام المصرية ، رأيت نموذجا مختلفاً في تعامل العربي المسلم الحديث مع الآخر يكتب حروفه المضيئة أبناء الجالية المغربية . ترى المرأة المغربية تجمع بين الأناقة و الاحتشام . لغتها الفرنسية حاضرة و مخزون التعامل الراقي لا ينفد . هويتها كمسلمة ترتدي الحجاب لم تعقها عن الاندماج الخلاق مع بيئتها المحيطة . تقلدت الوظائف العامة بكفاءة و تحظى باحترام فائق من نظيرتها الأوربية البلجيكية في المترو و الباص و السوبر ماركت .


     الرجل المغربي هو الآخر اختار البيزنس و التجارة كواحدة من مجالات العمل المفضلة لديه في العاصمة البلجيكية . يتعامل بتواضع دون دونية ، بحسم  دون قسوة ، بتهذيب دون ضعف . لم أر في النموذج المغربي إذن هذا " الانبهار " الشديد الذي اعتدنا رؤيته من إخوتنا المشرقيين تجاه كل ما هو أوربي . لم أر أيضا حالة من الاستعلاء على الغربيين للتدليل على أن صاحبها ليس لديه  " عقدة نقص " . رأيت المغاربة يتعاملون براحة و هدوء و ندية . الآخر الأوربي مثل أي آخر له ما له و عليه ما عليه ، بعيوبه و مزاياه ، بانجازاته الكبرى و إخفاقاته العظمية .

 

*محمد بركة
- المراسل المعتمد لصحيفة "الأهرام" لدى الاتحاد الأوربي و حلف الناتو
- عضو اتحاد الكتاب المصريين
- كتب مقالات أسبوعية بأبرز الصحف و المواقع المصرية لا سيما  الأهرام   اليوم السابع  و  بوابة الأهرام




هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات