الرئيسية | ثقافة وفنون | صحافية مغربية شهيرة تقدم استقالتها من قناة الحرة الأمريكية وتترك رسالة مؤثرة

صحافية مغربية شهيرة تقدم استقالتها من قناة الحرة الأمريكية وتترك رسالة مؤثرة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
صحافية مغربية شهيرة تقدم استقالتها من قناة الحرة الأمريكية وتترك رسالة مؤثرة
 

أخبارنا المغربية ـ هدى جميعي

أعلنت فدوى مساط، الصحافية المغربية المعروفة، استقالتها من قناة الحرة الأمريكية، تاركة رسالة مؤثرة تحدثت فيها عن معاناتها طيلة سنوات مع مهنة المتاعب.

الصحافية المتحدرة من مدينة وزان، هاجرت من المغرب إلى أمريكا واشتغلت في القناة الأمريكية لمدة خمسة عشر سنة، قبل أن تقرر وضع حد لهذه التجربة الطويلة بشكل مفاجئ، شارحة الأسباب من خلال التدوينة التالية:

عزيزي سعيد،

انتهيت قبل قليل من كتابة رسالة استقالتي للمدير. رسالة أنيقة، قصيرة، أخبرته فيها أنني خلعت أخيرا القيد الذي طوق عنقي لمدة خمسة عشر سنة. طوق “الصالير” الذي استعبدني كل هذه السنوات وسرق مني شبابي وكل الأحلام الشاهقة التي كنت أبنيها بحب وأنا طفلة صغيرة في وزان.

أخبرت مديري أنني قررت كسر طوق العبودية الذي رماه على عنقي كل هذه السنوات.. أن أبيع البيت الذي لا أدخله إلا وأنا جثة تزحف على ركبتيها من التعب، فلا أستمتع بنوافذه الكبيرة ولا أشجاره الحزينة التي تتطلع إلي بإشفاق كل ليلة.. أن أبيع السيارة التي لا أحتاج كل المميزات التقنية التي كادت تحولها إلى طائرة نفاثة وليس وسيلة نقل يومي من وإلى البيت.. أن أتخلص من المجوهرات اللامعة التي أخفيها في درج غرفة النوم، ولا أجد الوقت ولا المناسبة لارتدائها، حتى كادت تفقد لمعانها مع الوقت..

أخبرته يا سعيد أن هذا العمل امتص رحيق الحياة من شراييني، وحولني إلى آلة حقيقية من لحم ودم، تعبد مديرها، تتحكم بها أجندة غوغل، تشتغل الإثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة، السبت والأحد.. تشتغل حتى منتصف الليل وتكون أول الواصلين صباحا لحضور اجتماع التحرير..

قلت له يا سعيد أنني أنفقت عمري مقابل.. لاشيء!

قلت له أنني لم أرقص تحت المطر كما كان يليق بي، لم أغامر بارتكاب الحماقات في شارع مظلم عند منتصف الليل كما كان يجدر بي، لم أعشق رجلا يكتشف تضاريس جسدي بمتعة، ويعلمني أبجديات الشهوة كما كان يجب علي.. لم أدخن، لم أسكر، لم أرتد تنانير قصيرة ولم أقص شعري ولا صبغته باللون الأحمر كما كنت أتمنى دائما..

اكتشفت أنني “مشيت جنب الحيط” كل هذه السنوات خوفا من أن تخذلني الحياة، لكنني عرفت اليوم أنني خذلت نفسي!

شيدت طوال خمسة عشر سنة بيتا جميلا، اشتريت سيارة فاخرة، حسابي في البنك صار متخما، اقتنيت الكثير من الفساتين والأحذية ذات الكعب العالي.. صرفت الكثير من المال لتشذيب شعري بشكل كلاسيكي وصبغ أظافري بألوان محافظة وحرصت على أن يكون مظهري مطابقا لشكل الموظفة المثالية كل صباح.. إلى أن فاجأت نفسي وأنا أحدق في وجه امرأة غيري في المرآة هذا الصباح!

صدقني سعيد، لم أعرفني! 

لم أعرفني! 

أنا لست تلك المرأة! 

هذه ليست أنا!

كانت أحلامي شاهقة.. كان تمردي حارا متدفقا عبر دمائي، وكنت أحلم بتغيير العالم.. لم أغير شيئا يا سعيد وغيّرني العالم.. حوّلني إلى عبدة حقيقية تجثو على ركبتيها كل أسبوعين كي تتلقى راتبا افتراضيا يرمى في حساب بنكي غامض، به عدد لا متناه من الأرقام، يختفي قبل أن أتمكن من لمسه!

اعتقدتُ يا سعيد أنني عبر عملي، كنت أساهم في تغيير العالم، لكنني اكتشفت أنني نجحت في تغيير نفسي فقط، وحولتها إلى امرأة أخرى لم أكنها أبدا..

كتبت كل هذا يا سعيد وقرأت رسالتي أكثر من مرة، لكنني كنت أجبن من أن أرسلها لمديري!!

أقنعت نفسي أن أجثو لمدة أسبوعين إضافيين حتى أتمكن من إيجاد عمل جديد، ألا أغامر بمغادرة منصبي الآن، مع أن قلبي يصرخ داخل صدري يطلب أن أتوقف عن هذا الهراء وأن أهرب.. 

أهرب.. 

أهرب.. 

أهرب إلى نفسي وأعتذر لها وأطلب الغفران!

*فدوى مساط صحفية مغربية مقيمة بامريكا

مجموع المشاهدات: 20379 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (29 تعليق)

1 | المصطفىالغربب
هده الرسالة يجب أن تترجم إلى فلم قصير لأنها تمس جميع الصحفين
مقبول مرفوض
1
2019/08/19 - 03:07
2 | رشید
جهال
سيري المغرب تحقي داتك
مقبول مرفوض
1
2019/08/19 - 03:23
3 |
أسلوب رائع. اعجبني المقال.
مقبول مرفوض
2
2019/08/19 - 03:39
4 |
اقسم بالله انني رايت نفسي في هذا المقال الا ان قصتي كانت عبارة عن غربة في الخليج لمدة اثنا عشر سنة وكل هذا لاجل جدران بيت واثاث يكسوه الغبار وفي الاخير وجدت نفسي وحيدا بعد ان هاجر ابنائي الاول للعمل والثاني للدراسة لكن لم اعرف معنى للمراهقة والشباب وامتلأ الراس شيبا وياللاسف شكرا اختي الصحفية لقد زعرت في نفسي الامل وحب الحياة
مقبول مرفوض
4
2019/08/19 - 04:32
5 | أبو نسيم
عندما يفترسك عملك
لست وحدك عزيزتي...
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 04:47
6 |
احب ان اعرف ان كانت هده الصحافية مغربية مسلمة تتكلم وكأنها أصبحت واحدة من الأمريكيين. تتكلم عن الشرب والسكر .دهبنا إلى اروبا وحققوا دولتنا ولكن لم نتكلم عن شرب الخمر والسكر لأننا نحترم ديننا .ولدها حتى المجتمع الغربي أصبح يحترمنا. للاسف الشديد حتى هده الجريدة تنشر مقالات لا تستحق حتى ان نراها .ارجوكم أحسنوا من مستوى مواضيعكم.
مقبول مرفوض
-1
2019/08/19 - 04:59
7 | مجيد بوستن
كتابة روعة
أقدر كتاباتك وكنت جد متابعا لمقالاتك حول العيش في الو م أ عندما كنت تكتبين في جريدة المسا المغربية. أسلوب ممتاز وبلاغة.إنك لشرف للمغاربة
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 05:33
8 | مدوخ
من هو سعيد...ألم يقاسمك معانانك ومتاعبك يا بنت دار الضمانة ...احمدي الله على كل حال والمرأة لا تصلح للعمل فهي خلقت للبيت والزوج والأبناء...
مقبول مرفوض
-3
2019/08/19 - 05:43
9 | مصطفى
الرجوع إلى الأصل أصل
وبعد كل هذه المعاناة التي تقابلها تخمة في الصالير الأمريكي. فالسؤال المطروح وهو : ماالذي منعك من الرجوع إلى أرض الوطن وتراب وزان بالضبط؟
مقبول مرفوض
3
2019/08/19 - 07:12
10 | فؤاد
ستبقين دائما رائعة و فريدة و متألقة يا فدوى مهما مر الزمن.
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 07:42
11 | خديجة
صبرا
شكرا لك على الرسالة التي تترجم واقع النساء العاملات حين يكتشفن ان شبابهن ضاع من غير اكتراث ويصطدمن بالواقع المر ويندبن حظهن دون فائدة. والاشارة فالصحفية فدوى مساط ترعرعت بمدينة الرباط ودرست الاعدادي والثانوي بثانوية ابراهيم الروداني وشكرا.
مقبول مرفوض
1
2019/08/19 - 07:43
12 | حسن
ما اروعك
من كلماتك تصدر انغام احسها شدية في ادني..لك اسلوب جميل ..و انت جميلة ..الله يعينك فيما هو احسن
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 07:51
13 | الشريف
رائعة
رائعة
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 08:39
14 | زغلول
برافو
لا عليك المهم تحررت
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 08:51
15 | زغلول
برافو
لا عليك المهم تحررت
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 08:55
16 | Ahad
Mieux tard que janais
Bravo madame pour ce courage. Style simple et plus que expressif. Encore bravo.
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 09:46
17 | Ahad
Mieux tard que janais
Bravo madame pour ce courage. Style simple et plus que expressif. Encore bravo.
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 09:51
18 | Ahad
Mieux tard que janais
Bravo madame pour ce courage. Style simple et plus que expressif. Encore bravo.
مقبول مرفوض
0
2019/08/19 - 09:53
19 | فاطمة
نسيت نفسي
أنا كذلك كنت اشتغل بمكتب أحد الموثقين لمدة 18 سنة عندما بلغت الاربعين من عمري اصبح هذا الاخير يعيرني بسني لاني لم اتزوج علما ان عملي بمكتبه كان قد اخذ كل حياتي تقريبا الان ابلغ من العمر خمسة واربعين سنة الله المستعانً جلست منذ حوالي خمس سنوات وتفرغت لنفسي وربي وانا مرتاحة في بالي والحمد لله
مقبول مرفوض
1
2019/08/20 - 12:17
20 | محمد
امريكا
هذا كلام يخالف الفطرة؛ .... بنت وزان تهجو نفسها ... وتندم على الأهداف التي رسمتها لنفسها وحققتها بامتياز .... موقع مهني كبير و مال كبير وسيارة فارهة ومسكن فسيح ... لكنها ندمت .... ندمت على أنها لم ترقص ... لم تزني بما فيه الكفاية ..... لم تسكر وتدخن ... ولم تفجر .... ان هذا الخطاب وجهيه إلى الأمريكان.... وليس إلى المغرب ... اما نحن المغاربة فنندم على اعمال الخير التي لم نقم بها .... على المساعدات التي كان بمستطاعنا ان نفعل ولم نقم بها .... على استنكارنا لاهلنا من والدين وإخوان... ان لم تساعدهم.... عن البخل في الحب الذي لم نقدمه للبسطاء للفقراء للمحتاجين.... عن التقصير في العبادات ..... والكلام طويل .... والدنيا ارينا آيات في التاءهين والتاءهات ...
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 02:26
21 | عزير
الحياة
يا أختي تعجبني مقالتك وكل ما قلتيه حق ،فالحاجة لا تجعلنا نتمتع بشبابنا وحين نحقق ماديا ما نريد بيت سيارة راتب هو كذلك لا نتمتع لأن الزمن سرق عمرنا. ((نضييع صحتنا بحتا عن المال ،وحين يتقدم بنا العمر نضييع المال من اجل صحتنا)) البحث عن تحقيق الدات والراحة لا يلتقيان.
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 02:28
22 | Maya
فكي القيود
لقد زرعت في نفسي فرحة وأمل للتمتع بالحياة. أنا مقبلة على التقاعد قضيت حياتي بين العمل وتربية الأطفال. الآن فقط يجب أن أستمتع ، بإذن الله، بحياتي خارج أغلال العبودية. شكرا على مقالك الرائع، لكن أنصحك أن لا تتركي عملك ، فقط خصصي وقتا لتعيشي حياتك الخاصة.
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 02:53
23 | مغربية
لا جرم في أن يأخذك العمل عن شتى أشياء دون تحقيق أشياء أخرى لأنه هذا هو الانسان الذي يثقن ويخلص في عمله ويحبه،رسالة سردت من خلالها معاناتك مع العمل وملذات الحياة التي أخذتك فتمتعت وشيدت و و و ...لكن لم ألمس من من خلالها تلك المرأة الوزانية الأصيلة المحافظة،فأين الجانب الديني الاسلامي من كل ما سردت؟أم أخذك العمل عنه إذ لم تكن هناك أدنى إشارة ولو رمزية عن العمل الذي أخذ وقتك حتى عن ممارسة شعائرك الدينية الاسلامية والتي سيحاسب غذا كل منا عن تهاونه وإهماله لها،يوم نقف أمام الرب الخالق والذي له يرجع الفضل ؟فهل تشعرين بالسعادة يامن تخاطب سعيد عندما تراجعين رسالتك له وتجدين عبرها إهمالك وتجردها من بصمة لإنسانة مسلمة؟؟؟!!!!
مقبول مرفوض
-1
2019/08/20 - 04:38
24 | مغربية
لا جرم في أن يأخذك العمل عن شتى أشياء دون تحقيق أشياء أخرى لأنه هذا هو الانسان الذي يثقن ويخلص في عمله ويحبه،رسالة سردت من خلالها معاناتك مع العمل وملذات الحياة التي أخذتك فتمتعت وشيدت و و و ...لكن لم ألمس من من خلالها تلك المرأة الوزانية الأصيلة المحافظة،فأين الجانب الديني الاسلامي من كل ما سردت؟أم أخذك العمل عنه إذ لم تكن هناك أدنى إشارة ولو رمزية عن العمل الذي أخذ وقتك حتى عن ممارسة شعائرك الدينية الاسلامية والتي سيحاسب غذا كل منا عن تهاونه وإهماله لها،يوم نقف أمام الرب الخالق والذي له يرجع الفضل ؟فهل تشعرين بالسعادة يامن تخاطب سعيد عندما تراجعين رسالتك له وتجدين عبرها إهمالك وتجردها من بصمة لإنسانة مسلمة؟؟؟!!!!
مقبول مرفوض
-1
2019/08/20 - 04:39
25 | عبد
دائما لو..دائما لكن..
نص جميل و مثير..فقط أتساءل : لماذا حين يتقدم بنا العمر أو بدون ذلك نتمنى لو اخترنا اختيارا آخر..؟ لماذا نتباكى على اختياراتنا؟ ألم يكن لك المال والشهرة ولا شك لحظات فرح الانجاز .. مهما يكن النص جميل يليق لسيناريو سينمائي رائع مع اضافة قضايا أنية كالانتماء.. والتحرش.. والنزوع نحو قضايا الفئات المستضعفة..
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 05:32
26 | عبد
دائما لو..دائما لكن..
نص جميل و مثير..فقط أتساءل : لماذا حين يتقدم بنا العمر أو بدون ذلك نتمنى لو اخترنا اختيارا آخر..؟ لماذا نتباكى على اختياراتنا؟ ألم يكن لك المال والشهرة ولا شك لحظات فرح الانجاز .. مهما يكن النص جميل يليق لسيناريو سينمائي رائع مع اضافة قضايا أنية كالانتماء.. والتحرش.. والنزوع نحو قضايا الفئات المستضعفة..
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 05:37
27 | محمد
مع الأسف وقلبي يحترق
لقد أعجبتني شكلا ومضمونا ومع الأسف لو لم اكن متزوج بسرعة وعملت المستحيل الاتصال بك وتزوجت بك وارتحت وارتحنا جميعا وعشنا ما بقي لنا في الحياة من سعادة وسانسيك هموم الماضي باكمله من الصحافة والمشقات التي عانيتها وسافرنا الى كل مكان ودهبنا إلى بيت الله للحج ولاكن مع الأسف انا متزوج ولا يمكن أن اسمح في زوجتي 34سنة زواج والحمد لله سارى ان وافقت لي على الزواج مرة أخرى سأتصل واسمع رأيك انا سني 60سنة ولا زلت شباب وفي صحة جيدة والحمد لله
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 06:15
28 | sectatrur
cible
le charme de la vie c'est la vivre paisiblement dans le cadre de la modestie malgrés que ceci mettra en colère ceux qui veulent qu'autrui gaspille beaucoup(cequi épuisera des ressources pour les générations d'avenir)
مقبول مرفوض
0
2019/08/20 - 06:40
29 | Chadi
La pauvre je vie en espagne...la vie est trop dur loin de la famille des amis du maroc ya beacoup de racistes en Europe je me réveille avant 5 h du matin dommage qu' maroc les jeunes ne trouvent pas travail des medecins des ingénieurs des journalistes des infirmiers quettent le Maroc pour aller vivre loin....depuis que je suis ici j ai appris à aimer le Maroc....Bon courage à tous les marocains que se trouvent à l étranger...vive le Maroc
مقبول مرفوض
1
2019/08/20 - 06:57
المجموع: 29 | عرض: 1 - 29

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة