أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
لم يكن رد الفنان المصري تامر حسني مباشرا أو تقليديا على تصريحات طليقته، بسمة بوسيل، التي أثارت الجدل في مقابلة تلفزيونية، بعد مهاجمتها له، بل اختار كعادته أن يرد بأسلوب يحمل في طياته رسائل عميقة، مستعينا بروحانيات شهر رمضان الكريم لإيصال فكرته للجمهور دون الدخول في مهاترات علنية.
ونشر تامر حسني تدوينة عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام"، حملت معاني تتجاوز الخلافات الشخصية إلى أفق أوسع من التسامح والصبر وتحمل المسؤولية، حيث قال في منشوره: "مع اقتراب شهر رمضان المبارك، أحب أن أشارككم بعض المعاني الجميلة التي أتعلمها في حياتي. هذه صورة عظيمة جدا حركت في داخلي معنى جميلا... تخيلوا لو أن الشخص الذي يحمل كل هؤلاء الناس على ظهره، تعرض للظلم من أحدهم، أو تم تحريضه على قول كلام غير صحيح، أو حتى أهين بعبارات صريحة... ثم قرر هذا الشخص أن ينهض ويرد على من أساء إليه! ماذا سيحدث لكل هؤلاء الذين يعتمدون عليه وليس لهم أي ذنب؟"
ووجه حسني عبر هذه الكلمات غير المباشرة فكرة مفادها أن الرد على الإساءات قد يؤدي إلى إسقاط من يعتمدون عليه، وهو ما يمكن قراءته كتلميح إلى وضعه العائلي وتأثير أي خلافات علنية على الأبناء والمحيطين به.
وأضاف في نفس المنشور: "خاصة أن هذا الشخص يحملهم جميعا بدافع الحب، لذلك فهو بالتأكيد سيلتمس لهم الأعذار مرة تلو الأخرى، كما أن من هم فوق لا يدركون معاناة من يحملهم، ولهذا يمنح الله الشخص المسؤول عن مجموعة كبيرة من الناس – سواء كانوا موظفين أو أسرة – قوة تحمل، وصبرا، وحكمة، ورحمة لا يملكها غيره".
ولم يكتف تامر حسني بهذا التلميح، بل واصل رسائله المستترة عبر منشور آخر أكد فيه على أهمية المضي قدما وعدم الالتفات إلى الماضي، حيث قال: "هل رأيتم يوما شخصا يحاول التقدم خطوة إلى الأمام بينما ينظر إلى الخلف؟ بالتأكيد لن يتمكن من ذلك. وهل يمكن لأحد أن يبدأ فصلا جديدا في كتاب حياته – وليكن الفصل الثاني – بينما لا يزال جالسا يقرأ الفصل الأول؟ بالطبع لا. إذن، ماذا عليه أن يفعل؟ سأخبرك أنا... بكل بساطة، عليه أن يقلب الصفحة".
وحمل هذا المنشور رسالة واضحة تشير إلى أن الماضي، مهما كان محملا بالذكريات أو الخلافات، لا يجب أن يكون عائقا أمام التقدم، حيث بدا كلامه موجها إلى طليقته التي استعادت فصولا قديمة من علاقتهما خلال حديثها التلفزيوني، في حين يؤكد هو على ضرورة تجاوز ما حدث والبدء من جديد.
واختتم الفنان المصري كلامه برسالة تحفيزية قائلا: "كلما شعرت بالإحباط، تذكر أنك ما دمت قد استيقظت ليوم جديد وما زلت على قيد الحياة، فهذا يعني أن الله لا يزال يريد منك شيئا عظيما، وأن لك دورا كبيرا في هذه الحياة. انهض وابحث عن رسالتك، واقلب الصفحة، وابدأ بداية جديدة جميلة مثلك تماما."
ومن الواضح أن تامر حسني اختار الرد بأسلوبه المعتاد، دون تصعيد أو تصريحات نارية، حيث عمد إلى تقديم دروس حياتية مستوحاة من تجاربه، تاركا للجمهور حرية قراءة الرسائل المخفية بين السطور، ما دفع متتبعيه إلى التساؤل حول قدرة بسمة بوسيل على التقاط هذه الإشارات واختيارها هي الأخرى قلب الصفحة، أم أن الأمور ستتجه نحو مزيد من التصعيد.
