أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
يتواصل الجدل بالمغرب في أعقاب القرار الملكي السامي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح أضاحي العيد، وسط إجماع بحكمة جلالة الملك وتبصره ومراعاته للظروف الصعبة التي تمر منها البلاد، غير أن نقاشا آخر انطلق عبر منصات التواصل الاجتماعي، يرى أن للحكومة دور أساسي فيما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، بسبب موجة غلاء الأسعار التي سيطرت على جل المواد الغذائية الاساسية.
الاستاذ "خالد أشيبان"، الباحث في الاقتصاد، أكد أن "رسالة الملك بخصوص عيد الأضحى يجب أن تدفعنا إلى طرح أسئلة في النقاش العمومي بكل تجرد وموضوعية"، حيت تساءل في هذا الصدد عن الأسباب التي أوصلت البلاد لهذا الوضع الحرج؟ هل بسبب الجفاف لوحده أم أن هناك مشاكل أخرى مرتبطة بالتدبير العمومي للقطاع الفلاحي؟
في ذات السياق، نشر "أشيبان" تدوينة مطولة عبر حسابه الفيسبوكي، جاء فيها: "لا يطرح السؤال هنا بأحكام مسبقة، ولكن فعلا خاص يتطرح نقاش حول السياسات العمومية المتبعة في القطاع ونتائجها (سلبية وإيجابية)، لأنه كاين أشياء لا تخضع للمنطق وتثير الاستغراب".
وتابع قائلا: "العقل كيقول بأنه إذا كانت سنوات متتالية ديال الجفاف خاص صادراتنا من المواد الفلاحية الخام (غير المصنعة) تنخفض، هذا العقل السليم كيقول هادشي، ولكن دابا إذا مشينا لمعطيات الواقع، غادي نلقاو بأن صادرات الخضر والفواكه في ارتفاع مستمر خلال السنوات الأخيرة، بل إننا نحطم أرقاما قياسية في صادرات بعض الأنواع".
في سياق متصل، شدد المتحدث ذاته على أنه "هنا من حقي نطرح السؤال: كيفاش الجفاف ومع ذلك كاين ارتفاع مستمر في الصادرات ديال ما تنتجه الأرض ويحتاج الماء؟"، وتابع قائلا: "كاين سؤال آخر: إذا كان الإنتاج بالوفرة التي تسمح بهذا الكم من الصادرات، علاش الثمن في الأسواق المغربية ارتفع بشكل كبير؟ واش حيت كاين قرار سياسي للاتجاه نحو التصدير على حساب أي شيء آخر (الماء، القدرة الشرائية للمواطنين،..)؟ ونسطرو مزيان على ديك (على حساب أي شيء آخر)".
كما شدد "أشيبان" على أنه "نفس الشيء مطروح بالنسبة للأسماك وفواكه البحر وما جاورهما"، مشيرا إلى أن "المعطيات تقول بأن الصادرات في ارتفاع مستمر (تجاوزنا 30 مليار درهم سنة 2023) والرقم في ارتفاع مستمر، وفي نفس الوقت كاين مشكل في إيصال السمك للمغاربة بثمن يراعي قدرتهم الشرائية"، قبل أن يؤكد قائلا: "هادشي كامل كيخلينا نتساؤلوا واش كاين قرار سياسي للحكومات منذ إطلاق مخطط "المغرب الأخضر" للتوجه نحو التصدير على حساب أي شيء آخر؟".
ولفت الباحث في الاقتصاد انتباه الجميع إلى أنه "هنا غادي نكونو أمام نجاح في تحقيق هدف التصدير، ولكن فشل ذريع في خدمة المواطن المغربي لي خاصو يكون هو محور جميع السياسات العمومية"، وتابع قائلا: "أم أن الأمر يتعلق باستغلال المخطط من طرف دائرة صغيرة لتحقيق أرباح خيالية وما سوقهم لا في بشر ولا في حجر ولا في عطش؟!".
كما شدد "أشيبان" على أنه: "حتى لا أكون متحيزا، واجب عليا نقول بأن الرفع من الصادرات كيساهم في الحد من العجز ديال الميزان التجاري المغربي، لأننا نستورد كل شيء تقريبا، وبالتالي الحل الوحيد لسد العجز هو الرفع من قيمة الصادرات، وهو ما تحقق نسبيا بصادرات الفلاحة والصيد والسيارات وأجزاء الطائرات والنسيج والفوسفاط.."، وتابع قائلا: "دابا سؤال آخر أهم كذلك: إذا كان القرار السياسي هو التوجه نحو التصدير في الفلاحة والصيد، شكون لي مستافد حقيقة من رقم معاملات هاد القطاعات، واش 30 مليار درهم لي صدرنا في الصيد خدا فيها الصياد والعامل وكاع لي اشتغلو فيها حقهم كامل وبالعدل، ولا عطيناهم عشرة بالمئة من هذا المبلغ وتسعين بالمئة خذاوها أصحاب رخص الصيد ومن معهم؟ نفس الشيء بالنسبة للقطاع الفلاحي، شكون لي مستافد فِعليا من قيمة التصدير؟! واش الفلاح والعامل والسائق ووووو خداو فِعليا حقهم من هاد القيمة؟".
في مقابل ذلك، تساءل المتحدث ذاته قائلا: "شكون لي غادي يتحاسب على الدعم الذي تم تخصيصه للمستوردين ديال الأبقار والأغنام وغيرها من المواد المعفاة من الضرائب والجمارك، بملايير الدراهم، ولكن النتيجة ديال القرار في الأخير هي صفر على اليسار؟! لأن الأمر يتعلق بمال عام بملايير الدراهم كان بإمكانه تمويل برامج اجتماعية أو استثمارات عمومية إضافية".
وشدد "أشيبان" في ختام تدوينته على أن "كل هذه الأسئلة خاصها تكون في النقاش العمومي، حتى نرتب المسؤوليات وباش المغاربة يعرفو حقيقة ما يجري، وباش فعلا نوصلو لحلول فعالة وضرورية، وهذا دور النخبة لي ماخاصهاش تغرق فى الشعبوية وترفع مستوى النقاش باش يأطرو الرأي العام.. وأتمنى أن يفتح النقاش في الإعلام العمومي حول هاد النقط بكل حيادية، وكل طرف يعطي وجهة نظره باش الناس هي لي تحكم في الأخير".
فاعل تربوي متقاعد
لغتنا العربية مهمشة
توظيف اللهجة الدارجة امر غير مقبول.