جماعة الواد الأخضر تشتعل بعد حرمان 180 تلميذة وتلميذا من حقهم في التمدرس

أخبارنا المغربية - مراكش

يعتصم العشرات من آباء وأولياء حوالي 180 تلميذة وتلميذا بمؤسستين للتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي بمركز الصهريج بإقليم قلعة السراغنة، منذ صباح يوم أمس (الثلاثاء) أمام ولاية جهة مراكش آسفي، بعد حرمان أبنائهم وبناتهم من الإلتحاق بفصولهم الدراسية بعد العطلة البينية الأخيرة التي انتهت اول أمس الأحد، جراء توقف سيارات النقل المدرسي خصوصا وأن المسافة بين دوارهم والمؤسسات التعليمية تصل لـ18 كلم.

رئيس جمعية النقل المدرسي المعنية محمد الشهيرة، وفي اتصال بأخبارنا المغربية تحدث عن المشاكل العويصة التي تعيشها جمعيته، والتي تسلم رئاستها مؤخرا، وتحدث عما وصفه بسيارات "بدون وثائق" مؤكدا أن رئيس الجماعة يرفض تسليم هاته الوثائق للجمعية بدعوى أن السيارات المذكورة في ملك الجماعة، كما تحدث عن الوضعية الميكانيكية المهترئة خصوصا وأن إحدى السيارات يصل عمرها لأكثر من 12 سنة، موضحا بهذا الشأن أن القانون يمنع استغلال سيارات يفوق عمرها 5 سنوات لخدمة النقل المدرسي، كما تحدث عن الفحص التقني والذي من المفروض اخضاع سيارات النقل المدرسي كل ستة أشهر، علما أن الوضع الذي وصفه بالمزري لسيارتين على الأقل من ضمن الثلاثة يستحيل معه إجراء هذه الفحوص الأساسية لضمان سلامة التلاميذ و التلميذات، المتحدث أشار كذلك لرفض رئيس الجماعة التكفل بإصلاح الأعطاب المتراكمة لهاته العربات رغم توجيه الجمعية لمراسلة له قبل الدورة الأخيرة تشير للوضع الميكانيكي الخطر لهاته السيارات وضرورة إخضاعها للإصلاحات الضرورية.. المعني تحدث كذلك عن الإكتظاط الكبير والذي يصل لـ54 تلميذا في السيارة الواحدة.

الشهيرة كشف كذلك أن المشاكل مازالت قائمة رغم التدخلات المتكررة للسلطات المحلية لفتح حوار بين رئيس الجماعة و الجمعية، والتي أفضت في النهاية لإخضاع العربات للإصلاحات ترقيعية بورشة بقلعة السراغنة استعملت في بعضها أجزاء مستعملة (لافيراي)... رئيس الجمعية تحدث كذلك عن سيارة للنقل المدرسي تشرف عليها جمعيته شرع في استغلالها في 2018 اي منذ حوالي 5 سنوات ومازالت بدون لوحة ترقيم، أي مازالت "دوبل في" كما نقول بعاميتنا المغربية، ما يجعل إخضاعها للفحص التقني أمرا مستحيلا...

رئيس جماعة الواد الأخضر يوسف الكومي، وفي تواصل مع أخبارنا المغربية، كشف أن خدمة النقل المدرسي بجماعته يتم تدبيرها من طرف أربع جماعات، ثلاثة منها "معاها الأمور بخير وعلى خير"، في حين المشاكل كلها مع هذه الجمعية، في إشارة للجمعية التي يترأسها محمد الشهيرة. معتبرا أن المشكل "سياسي" بالدرجة الأولى وله علاقة بالمعارضة داخل مجلس جماعة الواد الأخضر، موضحا أن الإصلاح والفحص التقني من مسؤولية الجمعية طبقا للإتفاقية الموقعة معها بهذا الشأن، خصوصا وأن هذه الجمعية تتلقى مساهمات شهرية حددها في 100 درهم لكل تلميذ، مؤكدا أنه سيعمل جاهدا خلال هذا الأسبوع لتصحيح وضع السيارة الغير المرقمة، مضيفا بأن الجماعة مستعدة للحوار لحل كل المشاكل العالقة. 

وكانت "أخبارنا المغربية" قد نشرت منذ حوالي الأسبوع مقالا تعرض لمعضلة النقل المدرسي ودق ناقوس الخطر بخصوص وضعيته بالجهة الشرقية. تقرير صادر عن المجلس الأعلى للحسابات تعرض لوضعية خدمة النقل المدرسي بجماعات الشرق، معريا وبكل شفافية الوضع الصعب الذي تعيشه هذه الخدمة أو بالأصح الوضع الصعب للمستفيدين منها، وهم طبعا تلاميذ تلميذات المؤسسات العمومية بالعالم القروي على الخصوص. متحدثا عن ارتفاع نسب الإكتظاظ إذ وصلت نسبة ملء الحافلات لما يقارب الـ200 بالمائة، ما جعل عدد التلاميذ ببعض جماعات إقليم الحسيمة يفوق احيانا على ظهر الحافلة أكثر من 60 تلميذا رغم أن الطاقة الاستيعابية والقانونية لهذه الأخيرة لا تتجاوز 27 مقعدا، في غياب تام لأبسط شروط السلامة، ما يضطر بعض التلاميذ في كثير من الأحيان للجلوس على كراسي بلاستيكية صغيرة غير مثبتة بالحافلات، وأحيانا أخرى يعمد المسؤولون عن هاته الحافلات لنزع الكراسي الأصلية المثبتة في الحافلة لربح مجال أكبر يتيح نقل اكبر عدد ممكن من التلاميذ... وضعية أكد المقال انها تستلزم التفاتة وزارة التربية الوطنية والجهات الحكومية المعنية إلى جانب ممثلي الأسر والآباء لإيجاد حلول لهاته المعضلة...