أخبارنا المغربية - وكالات
يُعدّ فيتامين د أحد العناصر الغذائية الضرورية لصحة العظام ووظائف الجهاز المناعي، إذ يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران أساسيان لبناء العظام والأسنان والحفاظ على قوتها. كما يساهم فيتامين د في تقوية العضلات وتنظيم الحالة المزاجية، فضلاً عن دوره في دعم صحة القلب والأوعية الدموية.
ولكن الإفراط في تناول مكملات فيتامين د يمكن أن ينعكس سلباً على الصحة؛ إذ يُعدّ فيتامين د من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ما يعني أن زيادته تُخزّن في الجسم بدلاً من طرحها عبر البول. يؤدي ذلك إلى حالة تُسمّى فرط فيتامين د أو التسمّم به، يكون الخطر الأبرز فيها هو ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، المعروفة باسم فرط كالسيوم الدم. وتتمثل أعراضها في الغثيان والقيء والإرهاق وكثرة التبول والعطش الشديد والارتباك وصعوبة التركيز، بالإضافة إلى آلام العضلات والمفاصل.
ويمكن لهذه الحالة أن تؤدي إلى ضرر في الكلى على هيئة تكون حصوات أو تراكم للكالسيوم في أنسجتها، ما قد يسبب تقلصاً في وظيفتها أو يفضي إلى الفشل الكلوي في بعض الحالات. كما قد يتسبب فرط الكالسيوم في الأوعية الدموية في زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية. علاوة على ذلك، قد تؤثر الجرعات العالية من فيتامين د سلباً على الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية، فتظهر أعراضٌ مثل الاكتئاب والقلق والأرق وتقلبات المزاج.
لتفادي هذه المخاطر، يُنصح بالتقيّد بالجرعات الآمنة وعدم تجاوز 4000 وحدة دولية يومياً لفترةٍ طويلة دون إشراف طبي، خاصةً أن الجرعة اليومية المُوصى بها قد تختلف تبعاً للعمر والحالة الصحية. وفي حال الاشتباه بالتعرض لتسمّم فيتامين د، تُعدّ فحوص الدم (25-هيدروكسي فيتامين د) الطريقة الأنسب للتأكد من مستويات الفيتامين في الجسم. وإذا تجاوزت المستويات 100 نانوغرام/مل، ينصح الخبراء بالتوقّف عن تناول مكملات فيتامين د ومراجعة الطبيب لتحديد الخطوات العلاجية اللازمة.
