أخبارنا المغربية - وكالات
تشكل إعادة تسخين بقايا الطعام عادة شائعة في المنازل، لما توفره من وقت وجهد وسهولة التحضير. لكن، وبرغم فوائدها الظاهرة، تحمل هذه العادة مخاطر صحية خفية قد تؤدي إلى التسمم الغذائي أو تغير تركيبة الأطعمة بطرق تضر بالصحة، إذا لم تُراعَ شروط الحفظ والتسخين السليم.
في طليعة الأطعمة الخطرة تأتي الأكلات الغنية بالبروتين والرطوبة، مثل الدواجن، الأسماك، المحار، البيض، والأرز. هذه الأغذية توفّر بيئة مثالية لنمو الميكروبات، خاصة في حال عدم وصول الحرارة إلى درجة 70 مئوية لمدة دقيقتين عند إعادة التسخين. كما يتطلب الأمر تخزينها بسرعة في أوعية محكمة الإغلاق وتبريدها خلال ساعة واحدة من الطهي لتفادي تنشيط البكتيريا الضارة.
يُعرف الأرز المقلي بارتباطه بمتلازمة "الأرز المقلي"، الناتجة عن بكتيريا العصوية الشمعية، التي قد تنتج سموماً لا يُبطلها التسخين. أما السبانخ، فتحذر أخصائية التغذية هاريني بالا من تسخينها مجدداً بسبب تحوّل حمض الأكساليك فيها إلى شكل سام محتمل، وزيادة مستويات النتريت المرتبط ببعض أنواع السرطان، فضلاً عن احتمالية تلوثها ببكتيريا الليستيريا. وتشمل القائمة أيضاً أوراق الشاي والفطر والبطاطس التي تحتاج جميعها لتسخين حذر ودرجة حرارة كافية.
ويؤكد الخبراء أن سلامة إعادة التسخين تعتمد على طريقة التبريد والتخزين، إذ يُنصح بتبريد بقايا الطعام خلال ساعتين (أو ساعة في الطقس الحار)، وتناولها خلال 3-4 أيام، أو تجميدها بحد أقصى 3 أشهر. يجب إذابة الطعام المجمد بالكامل قبل التسخين، مع ضرورة تقليبه داخل الميكروويف أو على الموقد لتوزيع الحرارة بالتساوي.
من جهة أخرى، تُنصح الأسر بتجنب إعادة تسخين أطعمة البوفيه المكشوفة التي تبقى لفترات طويلة في حرارة الغرفة، لأن هذه الأطعمة تكون أكثر عرضة للتلوث ونمو البكتيريا. كما يُمنع إعادة تسخين الطعام أكثر من مرة واحدة أو إعادة تجميده بعد إذابته، لأن ذلك يزيد من فرص الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.
في الختام، تؤكد التقارير الطبية أن إعادة تسخين الطعام قد تكون آمنة ومفيدة، شرط اتباع التعليمات الصحيحة في التخزين، وضمان وصول الطعام إلى درجة حرارة داخلية كافية تقتل الميكروبات. وبذلك، يمكن تجنب مخاطر صحية حقيقية مع الحفاظ على الطعم والنكهة.
