أخبارنا المغربية - وكالات
أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) مرحلة جديدة في علاج الهيموفيليا "ب"، بمنح أول جرعة من أغلى دواء في العالم لمريض يبلغ من العمر 44 عاماً، في خطوة وُصفت بالثورية في مجال الطب الجيني. تلقى المريض الحقنة داخل مستشفى "جايز وسانت توماس" بلندن، ليصبح أول شخص في بريطانيا يستفيد من علاج "هيمجينكس" (Hemgenix)، الذي تبلغ تكلفته 2.6 مليون جنيه إسترليني للمريض الواحد.
ويُعد "هيمجينكس" أول علاج جيني معتمد للهيموفيليا "ب"، وهو اضطراب نادر يمنع الدم من التجلط بشكل طبيعي بسبب خلل في جين العامل التاسع. يُعاني المصابون من خطر نزيف داخلي تلقائي أو نزيف مفرط عند إصابات بسيطة، ما كان يستدعي تلقيهم حقناً أسبوعية مدى الحياة لتفادي المضاعفات. أما الآن، فيعد العلاج الجديد بإنهاء هذه المعاناة من خلال تعديل جيني دائم.
وأعرب المريض عن سعادته الغامرة، قائلاً إنه عاش حياته حذراً في كل خطوة، متجنباً الرياضة والسفر والتجارب العادية خوفاً من النزيف، مضيفاً: "أن أعيش دون التفكير المستمر بالعلاج أشبه بالحلم".
ويقوم العلاج على إدخال نسخة سليمة من الجين المسؤول عن إنتاج بروتين التخثر إلى خلايا الكبد، مما يعيد للجسم قدرته على إيقاف النزيف دون تدخل خارجي. ووفقاً للخبراء، تدوم فعالية العلاج لسنوات، وربما مدى الحياة، وهو ما يخفف الأعباء الطبية والمالية الهائلة التي كان يواجهها المرضى.
تأمل بريطانيا في أن يشكل هذا العلاج الجيني معياراً جديداً للرعاية، ويمنح مرضى الهيموفيليا "ب" حياة خالية من القلق والمضاعفات، في لحظة تُجسّد تحولاً طبياً يحمل الأمل لآلاف الأشخاص حول العالم.
