الرئيسية | الأخـيـرة | "عراك الديكة" لعبة قديمة حُظرت لقساوتها..ما تزال تُمارس في البصرة !

"عراك الديكة" لعبة قديمة حُظرت لقساوتها..ما تزال تُمارس في البصرة !

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"عراك الديكة" لعبة قديمة حُظرت لقساوتها..ما تزال تُمارس في البصرة !
 


تحت ضوء خافت، تجمّع عراقيون حول حلبة لمشاهدة ديكين يلوحان بأجنحتهما ويتضاربان في مدينة البصرة الجنوبية، حيث تمارس هواية عراك الديكة منذ عقود. يجلس عشرات الهواة في إحدى الليالي ليشاهدوا مباراة من مباريات عراك الديكة على مدرجات ضيقة في مقهى شعبي، وهم يدخنون السجائر والنرجيلة ويشربون الشاي.

 يتناحر الديكان صاحبا العرف الأحمر، ويدوران حول بعضهما البعض على سجادة متسخة، في رقصة دموية، يقفزان تارةً، ويضربان رقاب بعضهما بعنف طوراً، ما يخلف بقع دم على الأرض. تنتهي المواجهة التي قد تدوم ساعة أو ساعتين، إلى حين ينال التعب من الطيرين، أو يتدخل أحد أصحابهما ليعلن أن ديكه أرهقه وهزم، كما يشرح لوكالة "فرانس برس" رياض علي، السبعيني الذي يمارس هذه الهواية منذ 20 عاماً تقريبا.

على مدى أكثر من ليلة، شاهد مصور من وكالة "فرانس برس" تلك المصارعات التي تمارس منذ عقود في البصرة، أكبر مدن جنوب العراق والمطلة على الخليج. في بلد لا يزال المجتمع فيه محافظاً ومتديناً إلى حد كبير، توضع مراهنات على اللعبة، على الرغم من أن المقامرة محرمةً في الدين الاسلامي.

هواية قديمة في البصرة!

 وعموماً، يضع فقط أصحاب  الديكة رهانات على حيواناتهم، وأحياناً قليلة ينضمّ الجمهور للرهان أيضاً، والمكسب يراوح بين 25 ألفاً إلى 100 ألف دينار (بين 20 إلى 75 دولاراً). ويقول رياض علي "هذه لعبة قديمة شعبية من قديم الزمان. أنا مواليد العام 1949، ولدت وهذه اللعبة موجودة، تعود لعشرينيات القرن العشرين وربما قبل". وانخرط رياض في هذا الوسط منذ كان طفلاً، بعدما ورث هذه "الهواية" عن أبيه. ويقول إن هذه اللعبة وصلت إلى البصرةعبر القوارب التي رست في مينائها.

يشاهد ناجي حمزة السبعيني أيضاً، هذه المصارعات منذ سبعينات القرن الماضي، على الرغم من أنها كانت "ممنوعة في أيام صدام حسين، كانت تمارس في البيوت البعيدة وليس في المقاهي". يشارك محمد بدوره منذ العام 1992 في هذه المصارعات. وابتاع ديوكه الثلاثة من تركيا في مقابل 1100 إلى 900 دولار للرأس الواحد. ويقول هذا الرجل الخمسيني "إنها هواية، للترفيه خصوصاً في الشتاء، نأتي هنا بعد العصر نمضي ساعتين أو ثلاثاً ونرى الأصدقاء".

تجريم هذا النوع من الألعاب؟

 في حين أن هذه اللعبة ممنوعة في الكثير من الدول، لا تزال رائجة في بعضها، فهي مشهورة في الهند والفيليبين، كما يسمح بها في بعض مناطق شمال فرنسا ومقاطعات ما وراء البحار الفرنسية. بينما يرى مؤيدون هذه الرياضة أنها "تقليد يعد جزءاً من بعض الثقافات"، يقول المناهضون أنها حالة واضحة للقسوة مع الحيوان وتشجع المراهنات غير القانونية.

وفي هذا الصدد أوضحت، دنيا ذو الفقار، الناشطة في مجال الرفق بالحيوان، في تصريح سابق لموقع "رصيف22 "إنه لا يوجد نص يُحرم تلك الرياضة رغم تحريمها في أكثر من دولة مثل العراق، لافتةً إلى أنه "على الرغم من إمكانية وضع عراك الديكة تحت طائلة تلك المادة لأن الديك الخاسر هو في الحقيقة مقتول، فإن الأمر يسير من دون أية مساءلة".

 وأضافت أن "ثقافة العنف ضد الحيوانات غير راسخة في مصر مثلاً. إذ منذ ثلاث سنوات حين تم حبس شاب لأنه قتل كلباً بعد تعذيبه كان سبب الحكم هو انتشار الواقعة واستياء شريحة كبيرة من المواطنين، فحتى الوقائع المجرمة بنص قانوني لا يتم التحرك فيها إلا من خلال ضغط الرأي العام، وهو ما يجعل تجريم هذا النوع من الرياضة صعباً في ظل الثقافة السائدة".

مجموع المشاهدات: 2117 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة