أخبارنا المغربية - وكالات
عادت "الدودة الحلزونية"، الطفيلي المنقرض منذ عقود، لتثير الرعب مجدداً في المكسيك وأمريكا الوسطى، بعد تسجيل وفاة امرأة وإصابة العشرات، بينهم رضيع يبلغ من العمر 19 يوماً. وتسببت هذه السلالة، المعروفة بقدرتها على التهام أنسجة الجسم الحي، بحالة من الذعر في المستشفيات والمزارع على حد سواء.
بدأت الواقعة حين اكتشفت سيدة تُدعى رينا أفيلّا ديداناً حية داخل أنفها، لتتلقى صدمة جديدة حين أكدت لها ممرضة أن جسدها قد يضم المئات منها. ووصفت رينا تجربتها المؤلمة بقولها إنها تشعر بالحركة داخل رأسها وكأن الطفيليات تصعد إلى الأعلى، مترافقة مع عطس وألم حاد.
وبحسب التقارير الطبية، تضع ذبابة الدودة الحلزونية بيضها في الجروح أو فتحات الجلد، لتفقس اليرقات وتبدأ بمهاجمة الأنسجة الحية. وفي حالات أشد، تسبب الطفيلي في وفاة سيدة مسنة بعد أن غزت اليرقات رئتيها، فيما لا يزال طفل حديث الولادة يخضع للعلاج في هندوراس.
وفي مستشفى سان بيدرو سولا، كثّف الأطباء جهودهم لإزالة اليرقات من أجساد المصابين، بعد تسجيل ما لا يقل عن 20 إصابة مؤكدة. وأكد الطبيب كاميلو أن الطاقم الطبي لم يسبق له التعامل مع هذا النوع من العدوى، مما يزيد من خطورتها، خصوصاً في صفوف الفئات الضعيفة مثل المشردين أو المصابين بجروح مكشوفة.
لم تقتصر العدوى على البشر فقط، بل طالت الحيوانات أيضاً. فقد أُبلغ عن إصابة عشرات الأبقار والكلاب في المزارع، ما زاد من قلق الجهات البيطرية. وفي الولايات المتحدة، تتصاعد الاستعدادات في ولاية تكساس لمواجهة احتمال انتقال الطفيلي، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إنشاء مصنع لإنتاج ذكور ذباب معقّمة، تهدف إلى الحد من انتشار "الديدان آكلة اللحوم".
ويُنتظر أن تلعب هذه الجهود، بالتوازي مع مركز مماثل في بنما، دوراً أساسياً في محاصرة هذا الطفيلي النادر، الذي عاد إلى الظهور بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب، مهدداً الصحة العامة في أكثر من بلد.
