أخبارنا المغربية- حنان سلامة
من كان يصدق أن الطاهي التركي الشهير "Salt Bae"، الذي غزا العالم بحركة رشّ الملح المسرحية، سينتهي به المطاف مرفوضاً من حفلات كبار النجوم، بعد أن كان ضيفاً مُرحّباً به من طرف مشاهير الكرة والفن والسياسة؟
قبل سنوات فقط، كان الظهور في أحد مطاعمه حلماً يراود عشاق الاستعراض والرفاهية. فالرجل، الذي تحول من مجرد طاهٍ بسيط إلى علامة تجارية عالمية، جذب الأضواء من خلال استعراضه الاستثنائي في تقطيع اللحوم، وقبعته ونظارته السوداء، وطبعاً، لحمته الذهبية التي بيعت بآلاف الدولارات.
لكن كما يقول المثل، "دوام الحال من المُحال"، فإمبراطورية "Salt Bae" بدأت تتهاوى، ليس بسبب الأذواق فقط، بل بسبب سلسلة من الفضائح والقرارات الاستعراضية التي أفقدته بريقه.
أول صفعة تلقاها كانت من داخل مطاعمه، ففي الولايات المتحدة، اتهمه موظفوه باستغلالهم وتشغيلهم لساعات طويلة دون تعويضات، بل واتُّهم بالاستيلاء على الإكراميات، وبدلاً من الاعتراف أو تقديم توضيحات، اكتفى بالنفي والإنكار، ما زاد من حجم الغضب الشعبي تجاهه.
ثم جاءت القاضية الكبرى: مونديال قطر، ففي مشهد أثار سخط الملايين، اقتحم أرضية الملعب عقب فوز الأرجنتين، وبدأ يلاحق اللاعبين، وخاصة ليونيل ميسي، لالتقاط صور معهم، الأسوأ من ذلك، أنه أمسك بكأس العالم كما لو أنه كان أحد أعضاء المنتخب الفائز! صورة ميسي وهو يحاول تفاديه أصبحت رمزاً لتحوله من شخصية جذابة إلى نموذج للانتهازية المقيتة.
منذ ذلك الحين، بدأت الإمبراطورية تنهار بصمت: في لندن، مطعمه خسر أكثر من 30% من أرباحه في عام واحد، في أمريكا، أُغلقت 5 من أصل 7 مطاعم، في الخليج، حيث لا يزال يحتفظ بعدد من الفروع، لم تعد شعبيته كما كانت.
والأكثر إهانة، كان ما وقع في نهائي دوري أبطال أوروبا هذا العام، حين حاول التسلل إلى حفلة خاصة دون دعوة، ليتم طرده بشكل مهين أمام عدسات الكاميرا.
Salt Bae لم يعد نجماً.. بل أصبح عبئاً. فما كان يُعتبر يوماً "كاريزما" صار يُنظر إليه كـ"تطفل". ومطاعمه التي كانت تغص بالمشاهير، أصبحت اليوم تُتهم بتقديم أكل باهت بأسعار فاحشة.
مواطن
تعليق
فعلا...البحث عن الشهرة بمبدأ كل الطرق تؤدي إلى روما و بالتجرد من كل وازع أخلاقي تصل بصاحب هذا المشروع حتما إما إلى الطريق المسدود أو إلى التيهان