مهرجان دولي للسينما في دورته الأولى يقرب ساكنة وزان من الفن السابع

مهرجان دولي للسينما في دورته الأولى يقرب ساكنة وزان من الفن السابع

أخبارنا المغربية

يرتقب أن تعيش مدينة وزان على إيقاع حدث ثقافي غير مسبوق، مع انطلاق الدورة الأولى من مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي، الممتد من 9 إلى 12 أبريل الجاري، تحت شعار "شاشة كبيرة لمدينة صغيرة – السينما وحوار الثقافات"، حيث يعتبر هذا الحدث مبادرة نوعية تؤسس لانطلاقة واعدة في مسار الفن السابع محليا، وتفتح نوافذ متعددة على تجارب سينمائية عالمية، في محاولة لتقريب الصورة والصوت من ساكنة المدينة وإدماجها في دينامية فنية طالما ظلت محصورة في المركز دون الهامش.

ويتطلع هذا المهرجان، الذي يندرج في إطار دعم المشهد السينمائي الوطني، لأن يتحول إلى منصة حقيقية للحوار الثقافي وفضاء رحب للتلاقي بين المبدعين والجمهور، حيث تمكنت الجهة المنظمة من استقطاب أسماء وازنة في المجال، سواء من داخل المغرب أو خارجه، كما تم برمجة مجموعة من الأنشطة الموازية التي تؤكد أن الرهان لا يقتصر على الفرجة، بل يمتد إلى بناء وعي سينمائي لدى الناشئة، وإرساء ثقافة سينمائية قادرة على المساهمة في تطوير الذوق الفني الجماعي.

ومن أبرز فقرات هذه الدورة، تخصيص السينما الفنلندية كضيف شرف، من خلال برمجة عروض لأفلام تمثل هذه التجربة الفريدة، ضمن فقرة "بانوراما"، في خطوة ترمي إلى تعزيز أواصر الحوار بين الثقافات وتوسيع أفق التلقي لدى الجمهور المحلي، كما ستشهد التظاهرة لحظات وفاء واعتراف لعدد من الأسماء التي بصمت على مسارات فنية متميزة، سواء على الصعيد الوطني أو من أبناء المدينة، الذين ظلوا أوفياء لقضايا الفن والثقافة، إيمانا من إدارة المهرجان بأن الاعتراف جزء لا يتجزأ من هوية أي مشروع ثقافي حقيقي.

ولم يكن الجانب التكويني والتأطيري غائبا عن التصور العام للمهرجان، حيث سيتخلل البرنامج تنظيم ندوات فكرية وورشات مفتوحة لفائدة الشباب والمهتمين بالفن السابع، يؤطرها نخبة من المخرجين والنقاد والأكاديميين، بهدف تعميق النقاش حول القضايا الجوهرية التي تهم السينما اليوم، وتعزيز مسارات التكوين الذاتي لدى الطاقات الصاعدة.

واستقبلت إدارة المهرجان 92 فيلما من دول مختلفة، تم انتقاء 10 منها للتباري ضمن المسابقة الرسمية على الجائزة الكبرى، أمام لجنة تحكيم رفيعة المستوى يرأسها المخرج والكاتب محمد الشريف الطريبق، وتضم في عضويتها المخرجة فاطمة أكلز، والمخرج رشيد زكي، إلى جانب الكاتبة والشاعرة إكرام عبدي، والممثل فريد الركراكي، وهي تركيبة تعكس تنوع الرؤى وثراء التجارب، ما يمنح المسابقة قدرا من الجدية والعمق اللازمين.

يشار إلى أن مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي، في دورته التأسيسية، لا يكتفي فقط بعرض أفلام ومشاهد، بل يسعى إلى تثبيت تقاليد سينمائية جديدة في فضاء ظل لعقود خارج الحسابات الفنية، مؤكدا أن الثقافة ليست امتيازا جغرافيا، بل حق جماعي يمكن أن يولد من مدينة صغيرة حجما وكبيرة تاريخا، ليبلغ مداه العالمي.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات